خلقنا الله سبحانه وتعالى لطاعته وعبادته، وهذا لا يتم إلا بالعمل الصالح والعلاقات الإنسانية التي تنبع من تعاليم الدين الإسلامي، وقد رزقنا الله المال والأبناء والسلطة ليختبرنا ان كنا سنقوم بما أمرنا به ونتجنب ما نهانا عنه أم ان تكون هذه النعم فتنة لنا في الدنيا ونقمة علينا في الآخرة.
فالمال يجب انفاقه بما يرضي الله وليس على ما حرمه سبحانه وتعالى، ونتصدق منه على الفقراء حتى يبارك لنا الله فيه ويزداد لدينا ومن ثم ننفق المزيد منه على أوجه الخير. أما الأبناء فإننا نربيهم على تعاليم الدين الإسلامي ونعلمهم ونجعلهم في أحسن المراتب الوظيفية حتى يقوموا بنا عند الكبر ويردوا لنا جزءا من تضحياتنا لهم اثناء تربيتهم ان كانوا ممن بارك الله فيهم.
ولكن السلطة هي أشد اختبار لنا، فصاحب السلطة يجب عليه العمل بما أمرنا به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، والعدل وتجنب الظلم هما أساس البقاء والاستمرار في هذه السلطة، ولكن ماذا يحدث عندما نفتن بهذه النعم التي رزقنا بها الله في الدنيا؟ فالمال عند انفاقه على ما حرم الله لا تكون فيه بركة ويتلف صاحبه وبالتالي يكون سببا من أسباب عدم التوفيق، قال تعالى: (واعلموا انما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ـ الأنفال: 28).
أما الأولاد فتتم تربيتهم وتعليمهم منذ الصغر الى البلوغ وتسهر الأم على راحتهم في كل وقت سواء في المرض او اثناء الدراسة او العمل لتكون لهم مراكز وظيفية ممتازة يفخر بهم الوالدان والوطن ولكن هل يقوم الأبناء في المقابل بالوالدين وبرد جزء من هذا الجميل لهما وخاصة عند الكبر، ان هذا الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وفي علم الغيب، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ـ التغابن: 14).
والسلطة إذا لم يعدل صاحبها وكان ظالما فإن عذابه يكون شديدا يوم القيامة، وقد دعانا الله عز وجل للعدل فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ـ المائدة: 8)، ان المال والأبناء والسلطة نعم من الله ولكنها قد تكون نقمة علينا ان لم نتبع ما أمرنا الله به ورسوله الكريم فلنحرص على ان نحافظ عليها كنعم من الله وندعو الله ان يحفظنا من كل شر.