هند الشومر
قال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعلمون عليم) سورة البقرة. إن الكلمة أمانة في عنق كل مسلم ومسلمة فالكثيرون يتهاونون في قول الحق اما محاباة لأحد أو حتى لا يضرون انفسهم.
وكان الصحابة عليهم السلام يقولون الحق حتى ولو على أنفسهم وكانوا ينطقون بالحق للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لأنهم يخافون من عقاب الله، أما في هذا الزمان الذي نعيش فيه فقد اتجه البعض الى الكذب والنفاق وشهادة الزور دون خوف من عقاب الله الشديد في هذه الأمور لخطورتها وعواقبها الوخيمة.
ان الله حثنا على قول الصدق وشهادة الحق وحذرنا من شهادة الزور، اذ ان من صفات المؤمنين أنهم لا يشهدون شهادة الزور قال تعالى: (الذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما) سورة الفرقان.
والصدق هو من صفات المؤمنين، اما الكذب وشهادة الزور فهما من صفات الكفار، اذ قال الله تعالى في سورة المجادلة: (ألم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون).
ان بعض الصفات كشهادة الزور والكذب والنفاق، التي لا يجب ان يتصف او يتعامل بها المسلم او المسلمة، بدأت تتفشى في مجتمعاتنا الاسلامية، وهذه تؤدي بالنهاية الى الفرقة والتشتت في المجتمعات وانهيار الروابط بين أفراد المجتمع وعقاب الكذب وشهادة الزور كبير عند الله تعالى، ويكون في الدنيا قبل الآخرة.
وهناك من يستهين بهذه الأمور ظنا منهم انه بمحاباته للآخرين يكون محبوبا عند الجميع، ولكن الله حذرنا تحذيرا واضحا وصريحا بتجنب قول الزور، اذ قال الله سبحانه وتعالى في محكم آيات: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) الحج.
ولذلك نرى ان قول الزور من صفات المشركين وعذاب الله شديد في هذه الأمور، فهل يحب المسلم او المسلمة ان يتحلى بصفات المشركين ويعاقب عقابا شديدا من الله في الدنيا والآخرة؟ ان الإسلام دين تسامح ودين يدعو الى فعل الخير دائما وحذر من الكذب والنفاق وقول الزور، والمسلم يجب ان يحرص على الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وذلك بتطبيق شعائر الاسلام وتجنب ما نهى عنه.
فالكلمة وشهادة الحق أمانة في عنق كل مسلم حريص على قبول الله له ولأعماله.