هند الشومر
كانت المرأة في الماضي مهانة لا يحترمها أحد، ولم تكن تستطيع الحصول على جميع حقوقها مثل الرجل، ففي بعض الشعوب البدائية يتم عزل المرأة عندما تبلغ سن المراهقة ولا يسمح لها بان تكلم أحدا غير والدتها.
وكان الصينيون لا يفرحون بولادة البنت، اما في بعض مناطق الهند فكانوا يعتبرون المرأة مخلوقا نجسا واذا مات زوجها يحرقونها معه أو يدفنونها حية.
وكان العرب قبل الاسلام يقومون بوأد البنات ويسود وجه الرجل الذي تنجب زوجته فتاة.
ولكن بعد ظهور الاسلام كفل للمرأة حقوقها ورفع عنها كل ما كانت تعانيه من ظلم واحتقار واضطهاد عبر التاريخ إذ ساوى بينها وبين الرجل في الانسانية.
قال تعالى: (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة).
وكرم الاسلام المرأة الطفلة إذ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار»، وكذلك كرم المرأة الأم، إذ قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): «الا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الاشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: الا وقول الزور، فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت».
وأوصى الله سبحانه وتعالى الازواج بزوجاتهم فقال سبحانه وتعالى: (وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
وتمتعت المرأة بجميع حقوقها في ظل الاسلام، إذ انها منحت حريتها الشخصية كاملة مثل الرجل دون تقييد وتساوت مع الرجل في الحصول على كرامتها.
وقد ساوى الاسلام بينها وبين الرجل في الهجرة وخاصة عندما بدأت الدعوة الاسلامية في مكة المكرمة، إذ كانت اولى المهاجرات الى الحبشة رقية بنت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وسهلة بنت سهيل برفقة زوجيهما.
واشتركت المرأة المسلمة في بيعة العقبة الثانية بصحبة وفد الانصار من يثرب الى مكة لتبايع الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، وكانت النساء تخرج بإذن رسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع الجيش لخدمة الرجال وتمريض الجرحى والقيام بأعمال الاسعاف.
وقالت أم عطية الانصارية: «غزوت مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبع غزوات اخلفهم في رحالهم، واصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى».
وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقرع بين نسائه اذا اراد السفر لغزو أو حج.
وكذلك كفل الاسلام للمرأة حقها في التعلم ومنحها حقوقها الزوجية كاملة في اختيار الزوج والمهر والاستمتاع بالزواج والنفقة والعدل ان كان زوجها متزوجا من غيرها بالاضافة الى حصولها على حقوقها المالية من حق التملك والإرث والوصية.
وتحظى المرأة بحقها في تولي أي وظيفة عامة مادامت صالحة لها ومؤهلة للقيام بها كما ينبغي.
ودعا الاسلام المرأة المسلمة، مثلما دعا الرجل، للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم كل حسب موقعه وقدرته والتاريخ يشهد بقصص كثيرة لنساء نصحن حكاما ظالمين وقمن بتوجيه كلمات شديدة لهم دفعا لظلمهم وتجبرهم على المسلمين للحفاظ على نهضة المجتمع.
قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم).
وقد اهتمت المرأة بشؤونها السياسية في مجتمعها منذ عهد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) كاستجابة أم سلمة لنداء امام المسلمين إذ قالت رضي الله عنها: «إني من الناس» حيث اعتبرت ان خطاب الامام الى الناس موجه للرجال والنساء.
وهذا النشاط السياسي يجب ان تحرص عليه المرأة المسلمة ليتم تأمين رشد السلطة وعدلها بالمشاركة في انتخاب العناصر الصالحة للمجالس التشريعية والمحلية وعدم اللجوء الى السلبية التامة لينهض المجتمع ويرقى.
ومن هذا المنطلق ادعوك عزيزتي المرأة لأن تحرصي على الانتخاب والادلاء بصوتك بصدق لان صوتك امانة وإدلاؤك به يعكس حبك للوطن وللقائمين عليه وهو حق من حقوقك فلا تبخسي نفسك حقوقها.