هند الشومر
بعد مضي سبعة عشر عاما على تحرير الكويت من براثن الاحتلال الغادر، وبعد الاحتفالات كل عام بهذه الفرحة يجب ألا نغفل الملف الهام والشائك وألا نغض البصر عنه، إذ إن هذا الملف يتعلق بأمن الوطن والمواطنين.
ففي كل الدول التي تتعرض للحروب تكتشف السلطات الشرعية وجود «طابور خامس» أو مجموعات من المتعاونين مع سلطات الاحتلال وعادة بعد التحرير تنشغل هذه الدول بإعادة الإعمار ومتابعة شؤون الأسرى والمفقودين وحصر الخسائر والتعويضات ولكن ملف الطابور الخامس أو المتعاونين لا يحظى بنفس الاهتمام.
ويعتقد أرباب الطابور الخامس والمتعاونون أنهم في أمان بل قد يستمر بعضهم في تطوير أساليب التعاون مع سلطات الاحتلال السابق أو بتدمير أمن الوطن وهدم كل مظاهر التقدم والتطور كل في مجاله، حيث يبقى الطابور الخامس بعيدا عن الأعين حتى يفضح أمر بعضهم بعد مضي فترة من الزمن سواء باستمرارهم بالتعاون أو بالتسلل داخل أجهزة الدولة الشرعية أو بتعطيل عودة الشرعية أو بتدمير الدولة المحررة.
لذا وجب علينا مراجعة ملفات الاحتلال التي تكشف عن أسماء وممارسات الطابور الخامس والمتعاونين فهي لا تقل أهمية عن ملفات الأسرى والمفقودين والتعويضات لأن بعض المتعاونين يظنون ان جرائمهم قد سقطت بمرور الوقت بالرغم من ان الخيانة وجرائم الحرب لا تسقط حتي لو مضى عليها الزمن.
لنعد النظر في كل من تعاون مع سلطات الاحتلال ونبعده عن الأماكن الحساسة في أي عمل من الأعمال وخاصة تلك التي تهدد أمن الوطن في أي مجال من المجالات لأن ما يهمنا هو الأمن الوطني.
فأرباب الطابور الخامس والمتعاونون مع سلطات الاحتلال لا يسعون إلا لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن حتى يخفون كل مظاهر التقدم والتطور في البلاد ويستمتعون بتردي أحوال الوطن والمواطنين.
فلنحارب كل من تعاون ويتعاون مع سلطات الاحتلال وكل من يسعى لتدمير أمن الوطن فحب الوطن فرض علينا جميعا.
حفظ الله صاحب السمو الأمير ووالدنا القائد الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الأمين ووطننا الكويت من الطابور الخامس ومن المتعاونين مع سلطات العدو.