هند الشومر
نقابل الكثير من الأشخاص في حياتنا اليومية، البعض نتعرف عليهم والبعض الآخر لا نعرفهم، البعض نعمل معهم ونلاقيهم كل يوم، والبعض يتركون أثرا كبيرا في نفوسنا لمواقفهم الصادقة والتي تبين لنا إخلاصهم وتفانيهم لإحقاق الحق والقضاء على الشر والفساد، وعند فراق هؤلاء الناس سواء برحيلهم أو بانتهاء أعمارهم لا يسعنا إلا الدعاء لهم وأن يغفر الله لهم ذنوبهم ويدخلهم فسيح جناته، والله سبحانه وتعالى خلقنا لنعبده ونطيعه ولا يكون لك إلا الدعوة الى الخير والقضاء على الشر والفساد ومساعدة المظلومين والعاجزين ومن كانت له هذه الدعوة في حياته فلابد أن الله سبحانه وتعالى سيجزيه خيرا على كل عمل أداه تجاه وطنه أو مواطنيه.
إننا في زمن أصبح الفساد منتشرا والأقلية الذين يحاولون محاربة الظلم والفساد والشر، ولكن الله سبحانه وتعالى ينصر من ينصره في النهاية ويقضي على من يدعو الى الخراب والدمار ولا يلتزم بشريعته الإسلامية وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم )، إن الله عز وجل عادل في خلقه وقد خلقنا سواسية لا فرق بيننا إلا بالتقوى ولكن الإنسان الظالم هو الذي يفرق بين البشر ويحاول نشر الفساد بين الناس حتى لا تعرف أفعاله ويختلط الحابل بالنابل، إن أساس هذا الكون هو العدل والحق ومن يسعى من البشر لتحقيق هذا الأساس فإن الله سيجعل النصر ملازما له في حياته ويجزيه خيرا بعد مماته في جنات الخلد، وهناك البعض الذين قابلناهم في حياتنا وكانت لهم المواقف المشرفة في عودة الحق لأصحابه والقضاء على الظلم ولن ننساهم حتى لو غيبهم الموت، وأمثال هؤلاء الكثيرون وأذكر السيد ناصر المويزري الذي غيبه الموت عن الوجود بيننا ولكن الموت لم يغيب كلمة الحق التي شهد بها في حياته ولم يغيب مواقفه النبيلة التي أصر على ان يقوم بها مهما كان الثمن لا لمصلحة خاصة ولكن من أجل مصلحة الوطن ونصرة المظلومين وتحقيق العدالة التي دعانها الله سبحانه وتعالى اليها، رحم الله السيد ناصر المويزري وأعان زوجته وأبناءه وأهله وذويه وألهمهم الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناته.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).