منذ عدة أيام جمعني لقاء مع إحدى الطالبات في جامعة الكويت وتطرق اللقاء لتعليقات منها على مقالي السابق عن دقة الإحصائيات، وببراءة شديدة فجرت قنبلة وهي أنها قرأت تصريحا رسميا من وزارة الصحة عن أن السمنة في الكويت بلغت معدلاتها أكثر من 70% وكانت شبه متأكدة، ولكن نظراً لأهمية موضوع الحوار طلبت منها أن تمدني بالمصدر لأنه وحسب متابعتي لما تنشره منظمة الصحة العالمية عن عوامل الخطورة لأمراض القلب ومعدلاتها في الكويت ضمن استعدادات جمعية القلب الكويتية للاحتفال بيوم القلب العالمي الموافق 29 سبتمبر من كل عام فقد راودتني الشكوك عن تداول أرقام غير حقيقية وتفقد المصداقية، وللأسف فإن الطالبة الجامعية أحضرت لي أكثر من جريدة يومية ونسخة مما بثته وكالة الأنباء الكويتية عن (مسؤولة صحية) صرحت بأن معدل السمنة بالكويت أكثر من 70% وهو ما تناقلته الصحف وقد يصبح مرجعاً ويكاد يصبح رقماً صادقاً لأنه منقول على لسان مسؤولة صحية ، وما بثته «كونا» تناقلته وكالات الأنباء العالمية وجعلتنا نصبح مثار تساؤل الكثير عن سبب السمنة العالية في الكويت، حيث كان ذلك بسبب التصريح بمعلومات غير صحيحة وغير دقيقة.
وعدت مرة أخرى وتفحصت المراجع المنشورة على موقع منظمة الصحة العالمية ولم أجد في أي مرجع منها هذا الرقم المخيف والذي يسيء للكويت وشعبها وكأننا شعب شهيته مفتوحة لمدة 24 ساعة ولا هم له غير الأكل حتى وصلنا إلى هذا الرقم المخيف لمعدلات السمنة في الكويت.
وبهذه المناسبة، أتمنى من الزملاء والزميلات أن يقولوا خيراً أو يتحلوا بفضائل الصمت ولا داعي للخطابات الإعلامية غير الدقيقة التي تروج أرقاما تسيء للدولة وتصورنا أمام الرأي العام كأننا وحوش شرهة تبحث عن الطعام طوال الوقت.
ويا ليت الوكالة الرسمية للإعلام بالدولة تتوخى الحذر ولا تنقل سوى المعلومات الدقيقة من مصدر مسؤول وناطق رسمي ليكون مسؤولاً عن الأرقام وما قد يترتب عليها من تبعات تسيء للكويت وشعبها فالوكالة الرسمية هي مرآة الدولة والتي يثق بها الجميع.
وشكراً لمن عرضت علي القصاصات والأخبار المنشورة فقد نبهتنا جميعاً لملاحظة مهمة تمس الأمن الصحي وتسيء لنا جميعاً لأنها معلومات غير دقيقة وكانت تستوجب التصحيح مع الاعتذار للرأي العام الذي يهمه ومن حقه علينا ألا نقوم بتضليله.