أعلنت منظمة الصحة العالمية تخصيص الأسبوع من 23-29 أكتوبر الجاري كأسبوع عالمي للوقاية من التسمم بالرصاص بين الأطفال وقد ذكرت المنظمة أن حوالي 853 ألف حالة وفيات حدثت بسببه في جميع أنحاء العالم خلال عام 2013، كما ذكرت المنظمة أن التسمم بالرصاص يؤثر على الجهاز العصبي والقدرات المعرفية للأطفال ومن ثم يؤثر على تحصيلهم التعليمي.
ودعت المنظمة جميع دول العالم لانتهاز فرصة الأسبوع العالمي للوقاية من التسمم بالرصاص بين الأطفال للتوعية بحجم المشكلة وحشد القدرات والجهود الوطنية لوقف تعرض الأطفال للرصاص والذي قد يحدث بسبب استعمال الأصباغ المحتوية على كميات عالية من الرصاص في أماكن تواجد الأطفال أو استخدام تلك الأصباغ في تلوين لعب الأطفال والأثاث والمقتنيات الخاصة بهم. وكانوا قديما يضعون الكحل للطفل بمجرد الولادة حيث كان الكحل القديم يحتوي على تركيزات عالية من الرصاص.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يوجد لدينا أرقام أو دراسات عن نسبة الرصاص بين دماء الأطفال وهل تتسرب إلى الأسواق أصباغ أو مستحضرات تجميل قد تحتوي على كميات عالية من الرصاص وما هي الجهة المختصة بوزارة الصحة عن مسؤولية طمأنة كل أب وكل أم عن أن طفله بعيد عن دائرة الخطر بالتسمم بالرصاص؟ وما الجهة التي يجب أن تكون مسؤولة عن التصريح بإدخال واستيراد الأصباغ بعد التأكد من عدم احتوائها على تركيزات ضارة من الرصاص؟
كذلك فإن مواد التجميل وبالتحديد الكحل تتوافر في الأسواق من عدة مصادر وبأنواع متعددة، ولكن لا يوجد على أي نوع منها ما يطمئن من يستخدمه من أنه لا يحتوي على تركيزات ضارة من الرصاص.
لذلك أتمنى أن يحل علينا الأسبوع العالمي للوقاية من التسمم بالرصاص بين الأطفال في العام القادم ونكون قد أعددنا العدة للاحتفال به قبل حلوله بوقت كاف، حيث إن هذا العام قد مضى هذا الأسبوع دون استعدادات أو فعاليات للتوعية، بالرغم من أهمية الموضوع وأضرار الرصاص على صحة وحياة الأطفال التي يعرفها جيدا أطباء الأطفال والكلى والجهاز العصبي وخبراء البيئة وتلوث الهواء.