تحتفل الكويت بعد أيام باليوم الوطني ويوم التحرير ويتجلى ذلك بالاحتفالات في جميع المحافظات بالإضافة إلى تعليق أعلام الدولة على معظم المرافق الحيوية في البلاد وفي الشوارع وبث الأغاني الوطنية على جميع المحطات والقنوات.
ولكن هل الاحتفال بهذه المناسبة هو فقط بالحفلات الغنائية والمسيرات وتعليق الأعلام؟ إن الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة يكون بالحفاظ على الوطن من الفساد وتعزيز المواطنة في الأجيال القادمة وغرس حب الوطن في نفوس الجميع وتعديل المناهج الدراسية لتعريف الوطن وتحقيق التوازن بين الوطنية والمواطنة.
إن الوطن لا يقدر بثمن ولذلك يجب أن يكون خاليا من أي إرهاب أو تخريب أو عصيان لأولي الأمر والولاء لابد أن يكون له في جميع الأوقات والأزمنة، والوطنية هي حب الوطن والعمل من أجل المحافظة عليه وتطوره وهذا الحب يعني العطاء بلا حدود ودون توقف، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب مكة وحزن عند خروجه منها.
ولكي نحافظ على وطننا فلا بد من نبذ الخلافات والكراهية وكل ما يمكن أن يؤدي إلى تأخر البلاد ونعمل بجهد وتفان من أجل أن يتقدم الوطن ويزدهر حتى نحقق الهدف من الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التحرير.
إن المواطن الحقيقي هو الذي يمتثل عقلا وفعلا لكل ما يفيد الوطن ويسعى بكل ما يملك للحفاظ على استقراره وأمنه.
لذلك لنقم بالاحتفال باليوم الوطني ويوم التحرير بطريقة جديدة ونبدأ من الآن وكل في موقعه بمكافحة الفساد والإبلاغ عن أي فساد أو تجاوزات أو انحرافات عن الطريق الصحيح ونؤدي واجباتنا على أكمل وجه حتى نعيد الثقة لكل مواطن في وطنه وفي الخدمات التي تقدم إليه، وفي المقابل نستطيع الحصول على حقوقنا التي نص عليها الدستور.
إن حب الوطن هو التطوع للعمل والتفاني فيه وهو العمل بشرف وأمانة وإخلاص وهو القضاء على الأمراض الاجتماعية التي قد تسيء إليه وهو الوفاء وتقديم كل غال ونفيس لأجل الحفاظ على أمنه واستقراره.
لنحتفل هذا العام بتعزيز المواطنة والوطنية وتطبيق مفهوم السمع والطاعة لأولي الأمر والدفاع عنه أمام كل معتد وخائن حتى نساهم في نهضته ونحافظ على المستقبل.
أهنيء الجميع بهذه المناسبات الجميلة في ظل قيادتنا الحكيمة وأن يعيد الله علينا هذه المناسبات والجميع يتمتع بالصحة والعافية دائما.