إن المباني القديمة في أي دولة من الدول تمثل الذاكرة وتاريخها الذي يجب المحافظة عليه على مدى السنوات القادمة ليطلع عليه أبناؤنا في المستقبل ويعرفون تاريخ بلادهم وقد قامت بعض الدول بحفظ هذه الأماكن والمباني لتكون مراكز جذب سياحي مثل المتاحف التي يزورها السياح ويتم شرح كيفية بنائها والهدف منها.
ولكن في الكويت زادت في الآونة الأخيرة عمليات الهدم العشوائي للمباني القديمة التي مضى عليها العديد من السنوات مما جعل البلاد تكاد تكون خالية من أي مبنى قديم ولا أعلم ما الهدف من هدم هذه المباني؟ هل هو لمسح ذاكرة الكويت؟ أم مسح تراثها وتاريخها؟ ولا نغفل ما حصل في الأيام الماضية عند محاولة البعض رفع إيجار المحلات في سوق المباركية والتي تعتبر من تاريخ الكويت العريق ويجب المحافظة عليها وأن يكون الإيجار بسعر رمزي وليس برفع الإيجار على أصحابها.
إن حضارة الدول تقاس بتاريخها فإن تم طمس التاريخ فلا أظن أن تكون هناك حضارة لأن الدولة تكون قد فقدت هويتها.
وأي تقدم مرتبط بإقامة المباني الجديدة لا يمكن قيامه على حساب هدم المباني القديمة وتدميرها لأنها تمثل تراث الدولة حضاريا وتاريخيا ونستطيع تحويلها إلى أماكن جاذبة للسياح حيث إنها تعكس نمط حياة السابقين وكيفية عيشهم فيها.
إن زيارة هذه الأماكن تعيد للزائرين طرق الحياة القديمة قبل اكتشاف النفط وتبين أصالة الشعب الكويتي وعاداتهم وتقاليدهم وعندما يتم تحويلها إلى أماكن جاذبة للسياح فإنها سوف تمثل رافدا اقتصاديا لا يمكن تغافل أهميته فهي ماضي الكويت العريق.
لذلك يا ليت لو نقوم بترميم المباني القديمة الباقية ونحافظ على بقاء محلات سوق المباركية حيث إنها تمثل ماضينا العريق.
وأن يتم ترميم المباني القديمة وجعلها أماكن سياحية أسوة بمتحف بيت العثمان الذي يبين جزءا كبيرا من حياة الكويتيين سابقا وتاريخهم القديم وكيفية حياتهم في السابق قبل اكتشاف النفط حتى نحافظ على الهوية الكويتية ولا نمسح تاريخنا القديم بأيدينا فإن الأمم لا تتقدم ولا تتطور إلا بالمحافظة على تاريخها وتراثها.