الإدمان هو اضطراب سلوكي يظهر تكرارا لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك في نشاط أو سلوك معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحته أو حالته العقلية أو الاجتماعية، وهناك عوامل كثيرة تسبب ذلك منها عوامل وراثية أو بيولوجية أو دوائية أو اجتماعية. والإدمان إما أن يكون بتناول أحد الأدوية مثل المخدرات والمسكرات والتبغ أو بسلوك معين مثل إدمان الكمبيوتر ولعب القمار والمواد الإباحية وهذا الإدمان يؤثر في حياة المدمن في دراسته وعمله وحياته العائلية والزوجية وعلاقاته مع الآخرين.
وأحيانا يلجأ الشخص إلى الإدمان بسبب معاناته من أمراض نفسية مثل الاكتئاب أو بسبب التعرض لسوء معاملة أثناء فترة الطفولة أو ارتفاع التوتر في حياته أو بسبب البطالة ووجود المخاوف المالية لدى الشخص وأحيانا بسبب وجود مشكلة إدمان لدى أحد أفراد العائلة. فالإدمان هو بذرة للمرض النفسي والجسدي ويعد انتحارا بطيئا وخاصة لمن يدمن على المخدرات التي تفقده عقله وبذلك يعجز عن أداء واجباته اليومية، ولا بد من إشراف أي أسرة على أبنائها حتى لا يقعوا في براثن الإدمان سواء كان بالأدوية أو بالسلوكيات وبذلك يصعب علاجهم وتخليصهم منه. وتستطيع الأسرة الكشف عن الإدمان لدى الأبناء بمتابعتهم في الدراسة أو العمل فالانقطاع المتكرر عن العمل أو الدراسة وتدني المستوى الدراسي أو الأداء في العمل قد يكون مؤشرا على الإدمان. وأحيانا يكون المدمن متقلب المزاج ولا يهتم بمظهره ويغضب لأتفه الأسباب ويتهرب من المسؤولية ويسرف في طلب النقود ويقوم بتغيير مجموعة الأصدقاء ويكون عنده ميل للانطواء والوحدة ويفقد الشهية للأكل ويقل وزنه ويتعامل بالسرية عن خصوصياته ويتأخر خارج البيت ليلا. لذلك لا بد من مكافحة الإدمان بجميع صوره وأنواعه ومساعدة المدمن على التخلص من الإدمان ليس بالأدوية فقط ولكن بالوعظ والإرشاد ومحاولة تعزيز الثقة بالنفس والإقناع وبيان الخسائر نتيجة الإدمان حتى تكون حافزا له للإقلاع عنها. ويجب التواصل مع الأطفال والأبناء عن أخطار تعاطي المخدرات والاستماع الجيد لهم وتقوية العلاقة بين الآباء والأبناء وأن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهما، حيث لوحظ ان إدمان أحد الوالدين قد يؤدي إلى إدمان الأبناء أيضا. وللتخلص من الإدمان فلا بد من تهيئة الأجواء المنزلية الهادئة والمريحة نفسيا وتوعية جميع أفراد الأسرة بدورهم وتجنب المواقف التي قد تزيد من خطورة الإدمان مثل تواجد بعض المدمنين وإبعاد الأصدقاء المدمنين عن الأبناء والدعم النفسي المستمر للأبناء لحمايتهم من الإدمان. ندعو الله أن يحمي الجميع من خطر الإدمان لتأثيره السلبي على المجتمع والأسرة والبلاد.