كان الأطباء القدامى يستخدمون أدوات جراحية بدائية جدا وتختلف عما هو متوافر الآن من أجهزة جاما ومشارط دقيقة ودعامات ذكية باهظة الثمن.
ولكن كانوا قديما يدركون القيمة الحقيقية للأدوات التي يستخدمونها وأنواع العلاج دون تسويق ودعاية ودون مهرجانات تسويقية زائفة في الصحف ووسائل الإعلام ومن داخل غرف العمليات وكأن من يقوم بها يشارك بتمثيل فيلم كوميدي من بطولة اسماعيل ياسين مع رشدي أباظة وعبدالسلام النابلسي.
وحاليا بالرغم من أن ميزانيات الصحة والطب والعلاج تضاعفت مئات المرات فإن بعض الوزراء يحتاجون إلى دورات خاصة في المحاسبة والاقتصاد والإدارة لمحاربة الفساد المنتشر في معظم إدارات الوزارة كأنه خلايا سرطانية لا يمكن استئصالها أو القضاء عليها.
ومن العجيب أن تقارير ديوان المحاسبة عن وزارة الصحة تزخر بآلاف الأمثلة على إهدار المال العام وإضاعة الملايين إلا أن بعض المسؤولين يتمتعون بقلوب جامدة ومناعة قوية ولا يهتمون بهذا الأمر بل يحاولون دائما السفر خارج البلاد مع الأصدقاء والمعارف والأقارب لقضاء إجازات ترفيهية في أقصى دول العالم دون التفكير في دقة الموقف والهدف من السفر خارج البلاد، لوضع القرارات والاستراتيجيات الخاصة بالصحة وبما يتعلق بها ويغفلون ضرورة تواجدهم أمام المساءلة سواء كانت أولا من الله سبحانه وتعالى أو من مجلس الأمة والإجابة عن الأسئلة البرلمانية الموجهة لهم والدفاع عن أنفسهم وشرح خططهم ورؤيتهم الإصلاحية.
وبعد كل ذلك توجه الاتهامات للمواطن عندما يطلب العلاج في الخارج هربا من مشارط الأطباء الخاطئة داخل مستشفيات الكويت والتي تدار من جانب وزارة مترهلة يرثى لها ولأحوالها ما جعل البعض يقول انه لن يجدي معها أي علاج أو إصلاح سواء للإدارة أو للأطباء كثيري الأخطاء دون محاسبة أو عقاب.
إن ما وصلت إليه أحوال الوزارة مؤخرا يحتاج إلى سوبرمان وعصا سحرية ومصباح علاء الدين السحري حتى يمكن إصلاح ما يمكن إصلاحه عندما يخرج المارد من المصباح لتعديل ما يمكن من أجل عودة ثقة المواطن بالخدمات الصحية ولنحافظ على صحة الجميع.