تلقـب المدينـة المنــورة بـ «طيبة الطيبة» حيث إنها أول عاصمة في تاريخ الإسلام وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، فقد تأسست قبل الهجرة النبوية، وعرفت قبل ظهور الإسلام باسم «يثرب» وقد ورد في الحديث الصحيح أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم غير اسمها من يثرب إلى المدينة. وتضم المدينة المنورة أقدم ثلاثة مساجد في العالم ومن أهمها عند المسلمين المسجد النبوي ومسجد قباء ومسجد القبلتين. وتستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها وإقامته فيها طيلة بقية حياته. وقد كان أهل مكة يحاربون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشتى الطرق ولذلك لجأ إلى المدينة المنورة والتي انطلقت منها جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت غزوة بدر أولاها ومن أهمها حيث انتصر فيها المسلمون على الرغم من قلة عددهم.
وتضم المدينة المنورة بالإضافة إلى المسجد النبوي ثلاثة معارض تم إنشاؤها مؤخرا وتحيط بالمسجد النبوي وهي معرض أسماء الله الحسنى والذي يستعرض أسماء الله الحسنى ومعانيها مستشهدا بآيات من القرآن الكريم، ومعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مستعرضا تاريخ حياة النبي صلى الله عليه وسلم منذ ولادته وحتى مماته ونسبه الشريف وأسمائه الثابتة في أحاديث صحيحة، وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وزوجاته وكيف استطاع تأدية رسالته في حياته بالرغم من المصاعب التي واجهها وبعض الغزوات التي كان لها الأثر الكبير في نشر الإسلام والدعوة إليه، ومعرض القرآن الكريم حيث تم عرض كيفية جمع القرآن الكريم في الماضي والمصاحف بأنواعها والتي كانت تكتب بماء الذهب وأكبر مخطوطات للقرآن الكريم.
وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عاشت المدينة المنورة عصورا من أزهى عصورها في عهد الخلفاء الراشدين منذ تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي قضى على المرتدين عن الإسلام في حروب الردة، ثم تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث فتحت بلاد الشام ومصر وبلاد فارس، وبعده عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث كانت هناك المزيد من الفتوحات، وصولا إلى عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وتضم المدينة المنورة الكثير من المساجد المتنوعة منها ما هو أثري وقديم ومنها ما هو حديث بالإضافة إلى المعالم الأخرى مثل جبل أحد ومقبرة شهداء أحد والبقيع والمساجد السبعة وهي في الواقع ستة مساجد ولكن عرفت بهذا الاسم وتمت تسميتها بمسجد الخندق.
وشهدت المدينة المنورة في العقود الثلاثة الأخيرة تضاعفا كبيرا في عدد سكانها وتضاعف عددهم في الأحياء الداخلية خاصة حول المسجد النبوي بسبب إعادة عمران المنطقة والتوجه نحو تأمين مناطق سكنية وتجارية تخدم الزوار فيها. من يزر المدينة المنورة يشعر بالطمأنينة والسكينة والهدوء والراحة النفسية، وبهذا يعرف سبب مكث الرسول صلى الله عليه وسلم معظم فترات حياته فيها وكيف عامله أهل المدينة بحفاوة وترحيب.