طالعتنا وسائل الإعلام بموافقة مجلس الوزراء على توصية لجنة الشؤون الاقتصادية المتعلقة بتأسيس شركة مساهمة مقفلة لإدارة مستشفى جابر ومملوكة بالكامل للهيئة العامة للاستثمار، وبالرغم من أن الخبر يتعلق بمستشفى جابر الذي كثرت تصريحات قيادات وزارة الصحة عنه وعن استعدادات الوزارة لتشغيله بل إن وزير الصحة كشف في أكثر من لقاء إعلامي عن الموعد المرتقب لتشغيل المستشفى ومراحل التشغيل ونفاجأ باختفاء تصريحات قيادات الصحة عن المستشفى الذي أصبح في عهدة الهيئة العامة للاستثمار وكأن المستشفى أصبح مشروعا استثماريا وليس صحيا وهذا ما يدعو للقلق الشديد على مستقبل صحة المواطنين.
وقد لا يدرك البعض أن الصحة والتعليم ومصافي النفط غير قابلة للخصخصة بموجب قانون التخصيص ومن ثم فقد فوجئ الجميع بأن مستشفى جابر أصبح بالفعل أول ضحايا الخصخصة بل إن الهيئة العامة للاستثمار لن تدير المستشفى بغير الطريقة الربحية لأن مسؤولي الهيئة يهتمون للربح بأي طريقة ولا أعتقد أن الهيئة العامة للاستثمار ستجعل المستشفى مشروعا خيريا أو مكانا للخدمات الإنسانية غير الربحية.
وأتمنى كما يتمنى غيري من أفراد الشعب الكويتي الذين كانوا ينتظرون افتتاح مستشفى جابر قريبا حسب وعود وزير الصحة في لقاءاته الإعلامية المتكررة أن يخرج علينا الوزير أو من ينوب عنه كالمتحدث الرسمي الإعلامي مثلا أو غيره من مسؤولي وزارة الصحة ليوضحوا الحقائق الكاملة عن مستشفى جابر، وهل خرج المستشفى بالفعل من مظلة وزارة الصحة وأصبح في عهدة الاستثمار؟ وإن كان الأمر كذلك فهل توجد خطة واضحة لتشغيل المستشفى أم أنه قد غاب عنا التخطيط والرؤية المستقبلية بالرغم من ضرورتها وأهميتها؟ ومما أثار الدهشة ولم أجد له أي تفسير أنه في اليوم الذي تم اتخاذ القرار المتعلق بإسناد إدارة مستشفى جابر للهيئة العامة للاستثمار قد كان وزير الصحة في زيارة رسمية لكوريا وكان بذلك غائبا بعذر عن قرار بداية الخصخصة للخدمات الصحية في البلاد وهو بلا شك طريق وعر وغير مأمون العواقب ولا يخدم المواطنين ويشكل عبئا جديدا ومتزايدا على جيوب المواطنين المنهكة بالفعل بسبب زيادة أسعار البنزين والعقارات والإيجارات ولم تعد تتحمل أعباء جديدة للرعاية الصحية بعد أن أصبحت الصحة مجالا للاستثمار والتجارة وليست كما نص الدستور حقا لكل مواطن يحصل عليه بالمجان.
وكنت أتمنى من ممثلي الشعب بجميع طوائفه وانتماءاتهم أن يسبقوني في تقديم واجب العزاء للمواطن خاصة وللصحة بشكل عام إذ أن المصاب جلل وندعو الجميع للصبر وتحمل الأمراض بدلا من إنهاك الجيوب وأحسن الله عزاءكم.