الرياء هو فعل الخير بقصد ان يراه الناس ويحمدون عليه صاحبه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر»، قالوا: وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة اذا جزي الناس بأعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء». لذلك ترى المرائي يصلي امام الآخرين ويدعوهم للصلاة ويوزع الصدقات امام الآخرين، علما ان الله دعانا الى اخفاء الصدقات عن الآخرين حتى ان اليد اليمنى لا تعلم ما تفعله اليد اليسرى. والمراؤون عادة ما يكونون ممن يحبون الظهور امام الآخرين ويحبون الرئاسة، وايمانهم ضعيف، لذلك يقومون بعمل الاعمال الحسنة ليرى الجميع ما يفعلونه ليتباهوا به وكذلك يقومون بالدعاية لأنفسهم عند الرغبة في الذهاب الى العمرة او الحج وعند توزيع اي صدقات او الزكاة وعند مساعدة الضعيف، اذ لا يساعدونه الا اذا تواجد الكثير من الناس حتى يرى الناس ان افعالهم حسنة ليتحدثوا عنهم ويمدحونهم. لكن هل يقبل الله اعمالهم؟ لن يقبل الله هذه الاعمال لأن الله عز وجل جعل الشروط الاساسية لقبول الاعمال ان يكون العمل صالحا وصوابا ومشروعا وموافقا للكتاب والسنة ولا يقصد به اظهاره امام الناس وان يكون هذا العمل بعيدا عن كل انواع الشرك ومنها الرياء، قال تعالى (قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ـ الكهف: 110)، والرياء من صفات المنافقين، اذ انهم يظهرون ما ليس في قلوبهم، وقد قال الله تعالى (اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ـ المنافقون: 1)، ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من المنافقين وقد غضب الله عليهم وهم في الدرك الاسفل من النار، فهم يراؤون في صلاتهم وفي ذكر الله، قال تعالى (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ـ النساء: 142).
اعد الله للمرائين والمنافقين اشد العذاب وغضب عليهم ولعنهم نتيجة فسقهم وظنهم بالله ظن السوء، فيجب علينا الابتعاد عنهم لأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ونسوا الله لذلك فقد اعد الله لهم نار جهنم وساءت مصيرا، قال تعالى (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ـ التوبة: 68).