فجأة وبلا مقدمات، أصبحت قصة الطبيب البنغالي حديث الدواوين ومواقع التواصل الاجتماعي وشاي الضحى.. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالأعاجيب والأساطير عما فعله سوبر مان الجديد.
فذهب البعض إلى أنه حصل على الجنسية بالتزوير وانطلق خيال البعض إلى أنه عقد صفقات بالملايين و.. و.. و... وانشغلت الأوساط الرسمية بمحاولة إيجاد مخرج من هذه القصة المضحكة الساذجة والتي أصبحت مادة خصبة لتصريحات إعلامية وتلويح بمساءلات لوزير الصحة وتصفية حسابات وكأن جميع مشاكل الصحة تركزت في هذا الطبيب البنغالي بطل الأفلام الكرتونية للأطفال.
وأثناء نشر هذه القصة وعندما ذهب مرضى السرطان لإجراء الفحوصات بالأشعة (البتي سكان) لمتابعة حالاتهم بالمركز الوحيد وهو مركز الكويت لمكافحة السرطان بقسم الطب النووي لمركز فيصل سلطان بن عيسى فقد فوجئوا بتأجيل المواعيد بلا إخطار مسبق أو اعتذار للمرضى الذين أوقفوا علاج السكر ليومين لأن السبب يبدو أنه قصة الطبيب البنغالي قد استحوذت على اهتمام جميع قيادات الصحة وكانت الأولوية لها دون الاهتمام بما يخص المرضى، حيث ان مرضى السرطان الأعزاء ضحايا تأجيل مواعيد فحص الأشعة بقسم الأشعة في قسم الطب النووي بسبب عدم وجود صبغة لعمل الأشعة يجب عليهم أن يتحلوا بالصبر لأن الوزارة وقيادتها منهمكون في موضوع الطبيب البنغالي ولا وقت لديهم لمتابعة ما يحدث لمرضى السرطان بالمركز الوحيد لعلاج السرطان بالكويت والذي من المفترض أن يكون متميزا ومحصنا ضد الهجمات البنغالية وقادر على الصمود ضد الإهمال والتراخي في حقوق المرضى.
ولعل الأيام القادمة تكشف عن أسرار جديدة في مسلسل الطبيب البنغالي الذي يشبه أفلام اسماعيل يس بالأبيض والأسود وأتمنى ألا تكون أسباب عدم وجود الصبغة ضمن لقطات مضحكة من أفلام إسماعيل يس.
فبعد اسماعيل يس في الجيش وفي البحرية، أمامنا الآن فيلم حديث لإسماعيل يس والطبيب البنغالي وقسم الأشعة لمرضى السرطان وكفى عبثا بعقولنا يا مؤلفي ومخرجي الأفلام الهابطة.
إن من حق المريض الحصول على الفحوصات والعلاج اللازم وبوقته المحدد دون تأخير أو تأجيل حتى لا تسوء حالته بسبب عدم توافر الصبغة للأشعة وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاههم وإن لم يكن هذا المركز المتخصص لعلاج حالات السرطان قادرا على تزويد المرضى بالعلاج والفحوصات وفي وقتها فلا بد من إرسالهم للعلاج بالخارج لتلقي العلاج وحمايتهم من مضاعفات المرض وتحقيق الرفاهية لهم بحياتهم.