يحتفل العالم في العاشر من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية ويقام احتفال هذا العام بمناسبة مرور 25 عاما على هذا اليوم، وقد اختار الاتحاد الدولي للصحة النفسية شعار هذا العام ليكون «الصحة النفسية في أماكن العمل»، وقد أصدر الاتحاد الدولي تقريرا حول احتفال هذا العام والذي كتبت مقدمته روزالين كارتر السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية سابقا، حيث أكدت على أهمية الصحة النفسية في مكان العمل وفوائدها للعاملين ولأصحاب العمل ولبيئة العمل ومن ثم الإنتاجية والتنمية.
واحتوى هذا التقرير على بعض الإحصائيات المهمة، حيث أوضح التقرير أن حوالي 10% من العاملين حصلوا على راحة بسبب إصابتهم بالاكتئاب، و43% من المديرين يحتاجون إلى سياسات عمل جديدة تتعلق بالصحة النفسية، كما أشار التقرير إلى أهمية الصحة النفسية في مكان العمل ودور أصحاب العمل والإدارات العليا في تعزيز الصحة النفسية ومجابهة التوتر والاكتئاب وغيره من الاعتلالات النفسية في مكان العمل.
ومن خلال هذا التقرير فإنني أدعو إلى دراسات مستفيضة عن مدى انتشار الاكتئاب بين العاملين في أماكن العمل المختلفة والبحث عن أسباب الاكتئاب والتوتر والذي قد يصل إلى الاحتراق الوظيفي إذ ان العديد من الإدارات والأقسام وأماكن العمل لا تخلو من رئيس متسلط أو غير متوازن نفسيا ويمارس التعسف ناحية العاملين ويجعلهم يكرهون الذهاب للعمل ولا يبدعون فيه بسبب الضغط النفسي، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من القرارات والتعليمات في أماكن العمل قد تحبط العاملين وتصيبهم بالكآبة وتؤدي بهم إلى مستشفى الصحة النفسية وهناك العديد من النماذج حولنا تؤكد ذلك.
وأشار التقرير إلى ضرورة أن يكون اليوم العالمي للصحة النفسية مناسبة لمراجعة النفس سواء من حيث القرارات أو نظم العمل أو من حيث تصرفات وسلوكيات الرؤساء بالأقسام المختلفة وجميع المستويات والتي تعيق تحقيق الصحة النفسية، ولعل أهم ما يمكن القيام به بهذه المناسبة هو إدخال الفحوصات النفسية ضمن شروط اللياقة الصحية لتولي المناصب القيادية والإشرافية فقد يكون أحد المرشحين لوظيفة إشرافية يعاني من اختلالات نفسية تجعله بعد ذلك أكثر عدوانية وتعسفا حيال المرؤوسين ويستمر في تعسفه ويصدر قرارات غير سوية ولكن للأسف الشديد فإن المرؤوسين هم الذين يدفعون الثمن ويصابون بالإحباط والاكتئاب والاحتراق الوظيفي مما يترتب عليه تراجع الإنتاجية وتذمر المراجعين وعدم الرضى عن الخدمات.
وأتمنى أن يجد هذا المقترح طريقه ليتبناه مجلس الخدمة المدنية والوزارات المسؤولة لحماية الأجيال القادمة من بطش وتعسف مسؤولين غير أصحاء نفسيا.