منذ حوالي عشر سنوات احتفلت الكويت بوضع حجر الأساس لأكبر صرح طبي في الشرق الأوسط وهو مستشفى الشيخ جابر الأحمد، وطوال تلك الفترة قرأنا الكثير عن إقامة المشروع الضخم والذي سيضع الكويت في مكانة عالمية متميزة كمركز طبي عالمي، وتناقلت وسائل الإعلام العديد من التصريحات الصحافية من وزراء الصحة والأشغال الذين تعاقبوا على المناصب الوزارية.
ومنذ أن تولى وزير الصحة الحالي د.جمال الحربي مسؤوليته قام بجولة بصحبة وزير الأشغال لتفقد هذا المستشفى في المراحل النهائية لإنشائه، وبعدها صرح بأن الأطباء والهيئة التمريضية جاهزون لتشغيل المستشفى وأن الأجهزة الطبية قد تم التعاقد عليها وتضمنت تصريحاته بشرى بإدارة صحية متطورة بعد القيام بعقد دورة تدريبية لموظفي العلاقات العامة والسجلات الطبية الذين سيعملون فيه، وقد صدر من قبل قرار بتعيين مدير للمستشفى إيذانا بقرب تشغيله.
وعند تصفح المواقع الإلكترونية تجد الكثير عن مستشفى جابر والتصريحات من المسؤولين عن قرب تشغيله وآخرها تصريح للوزير الحربي بأن المستشفى سيتم افتتاحه رسميا خلال الربع الثالث من العام الحالي وهو ما يعني أن الوعد لم ينجز وأن الموعد الذي تم تحديده قد انتهى.
ومن العجيب أن لدينا سلطة تشريعية ولها مهام رقابية ولكن مجلس الأمة مشغول بأمور أخرى مثل ملف العلاج بالخارج وإهدار المال العام، ولم نسمع عن أي مساءلة عن التأخير في افتتاح مستشفى جابر بالرغم من أن تشغيله كمركز عالمي سيضع الحل للعلاج بالخارج كما أنه سيعيد الثقة في الخدمات الصحية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيتم الوفاء بالوعد بقرب افتتاح مستشفى جابر وتقديم الخدمات للمواطنين أم أن الموضوع لم يكن سوى مجرد أحلام وحبر على ورق ووعود زائفة؟ فأين أنتم يا ممثلو الشعب ونواب الأمة من هذا التراخي الحكومي حيال صحة المواطنين؟