مع الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الموافق الأول من ديسمبر وإعلان أن الكويت من الدول ذات المعدلات المتدنية لانتشار الإيدز وسواء كانت الحالات 400 حسب ما أعلن عنه مدير مستشفى الأمراض السارية في تصريح صحافي نشرته وسائل الإعلام أو 363 مثلما أعلنت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة منذ أيام على وكالة الأنباء فإن الوفاء يقتضي أن نذكر بالعرفان والامتنان جهود الرعيل الأول للوقاية والتصدي للإيدز والذين نحصد الآن ثمرة عملهم المخلص منذ بداية اكتشاف أول حالة بالبلاد عام 1984 وأخص المغفور له بإذن الله تعالى وكيل وزارة الصحة الأسبق د.نائل النقيب الذي تولى بنفسه مسؤولية رئاسة أول لجنة للوقاية والتصدي للإيدز استشعارا منه وحرصا على حماية المجتمع من مرض كان يحيط به الغموض حيث لم يتوافر العلاج آنذاك، ومن الرعيل الأول أيضا د.خالد المذكور أطال الله في عمره والدكتور وداد النقيب أستاذي صاحب البصمات المتميزة والعلم الغزير وكثيرين ممن لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم إذ كان صدور قانون الإيدز رقم 62 لسنة 1992 ثمرة لجهودهم وإصرارا من وزير الصحة الأسبق د.عبدالرحمن العوضي على وضع الوقاية من الإيدز وحماية المجتمع وحقوق وخصوصيات المرضى ضمن السياج القانوني الذي يلوذ به الجميع.
وقد وضع الرعيل الأول عدة استراتيجيات وطنية متعاقبة للوقاية والتصدي للإيدز على مدى العقود السابقة، وخلال فترة قيامي بتولي مسؤولية رئاسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة منذ إنشائه فقد كانت جهود الرعيل الأول لمكافحة الإيدز أساسا للوقاية والعلاج والدعم للمرضى وكم كانت سعادتي عندما ألمس إشادة المنظمات الدولية والإقليمية والعربية بما تحقق بالكويت من إنجازات للوقاية والتصدي للإيدز منذ اكتشافه وحرص الدولة على وضع الاستراتيجيات لمجابهته منذ وقت مبكر، وكانت الاستراتيجيات متعددة المحاور ولم تغفل المحور القانوني وحقوق الإنسان والأمن الصحي والبحوث والمؤتمرات، حيث استضافت الوزارة أربعة مؤتمرات عالمية عن الإيدز حضر أحدها العالم مونتانييه مكتشف الفيروس على مستوى العالم.
واليوم ونحن نحصد الثمار الطيبة لجهود من سبقونا فمن الجحود ألا نترحم على من انتقلوا لرحمة الله وأن ندعو بطول العمر والتوفيق والصحة لمن يعيشون معنا وأن نعتذر لهم عن إغفال الإشادة بهم وبجهودهم المخلصة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإيدز والإعلان عن إطلاق استراتيجية نعرف جميعا أنها ليست الأولى بل إنها تحديث لجهود من سبقونا منذ اكتشاف فيروس الإيدز عام 1984 ومنذ أن أدركت القيادات مسؤولياتها وعملوا بصمت وإخلاص وتفان ابتغاء مرضاة الله- عز وجل- وبعيدا عن أضواء الإعلام ولم يسعوا أبدا لجني ثمار ما لم يتعبوا في زرعه بتجرد وتفان.