مع بداية العام الجديد 2018 تبدأ فترة عضوية الكويت لمجلس الأمن للمرة الثالثة منذ انضمام الكويت لمنظمة الأمم المتحدة بعد الاستقلال، وجاء اختيار الكويت لعضوية المجلس بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة وهذا يجعل كل من يحمل الجنسية الكويتية يشعر بالفخر لأنه تتويج جديد لمكانة الكويت في المجتمع الدولي وحصيلة تراكمية بإنجازات للديبلوماسية الكويتية التي أرسى قواعدها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه منذ أن تولى مسئولية وزارة الخارجية فعكف على بنائها وإعداد الأجيال من السفراء والديبلوماسيين والعاملين بوزارة الخارجية الذين يعدون مفخرة للكويت.
وإن عضوية الكويت بمجلس الأمن تضعنا أمام تحديات عالمية لنشر السلام العالمي ونبذ الصراعات والحروب ودفع مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وإن سعادة السفير منصور العتيبي وفريق العاملين معه بالوفد الدائم للكويت في نيويورك يتمتعون بالمهارات والقدرات التي يتمكنون معها من أداء المهمة الجديدة على أكمل وجه، وقد لمست ذلك بنفسي وعن قرب عندما تشرفت بإلقاء كلمة الكويت وعرض تقريرها عن متابعة تنفيذ الأهداف الإنمائية لما يتعلق بالوقاية والتصدي للإيدز وجهود الكويت منذ أوائل الثمانينيات ومع صدور أول استراتيجية للوقاية والتصدي للإيدز بجهود وإخلاص الرعيل الأول إبان تولي د.عبدالرحمن العوضي لوزارة الصحة.
وإننا إذ نهنئ أنفسنا بعضوية الكويت لمجلس الأمن فإننا على ثقة تامة بأن سعادة السفير منصور العتيبي وفريق مساعديه سيحلقون بأجنحة السلام بين أروقة الأمم المتحدة وسيضيفون الكثير برصيد الكويت وقيادتها لمسيرات العمل الإنساني، ولا ننسى ما التزمنا به أمام المنظمات الدولية وما يترتب عليه من قرارات وإجراءات تليق بعضويتنا بمجلس الأمن الدولي.
ومن غير المقبول أن نكون عضوا بمجلس الأمن وتتقاعس بعض الوزارات عن تنفيذ التزامات اجتمعت عليها إرادة المجتمع الدولي، إذ ليس من المقبول أن نتحدث أمام العالم في أرفع المنابر الديبلوماسية بلغة حقوق الإنسان وكرامته بينما بعض الإجراءات تتصف بالوصمة والتمييز بخصوص نتائج فحوصات وإجراءات التعامل مع حالات إيجابية لبعض الأمراض، بل ما زالت كلمة (دول موبوءة) تستخدم من جانب بعض الزملاء الذين لا يدركون ما يترتب على استخدامها من انطباعات غير طيبة لأنها تحمل الوصمة والتمييز حيال الدول ذات السيادة.
وهناك الكثير من التقارير الرسمية التي تستخدم هذه الكلمة والتي تصدر من إحدى إدارات وزارة الصحة ويجب الانتباه إلى تداعياتها على مكانة الكويت بالمجتمع الدولي.
وعلينا جميعا أن نضاعف الجهود لتنفيذ القرارات والالتزامات الأممية في جميع المجالات الصحية والتنموية وأن نكون في المقدمة ونحافظ على ما أنجزه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على الصعيد الدولي لتكون الكويت في المقدمة دائما.