اجتمع قادة دول مجلس التعاون في الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى لمؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي لتأكيد الوحدة الخليجية ونبذ التفرقة بين دول مجلس التعاون ومكافحة أي عدوان، إذ ان أي اعتداء على أي دولة منها يعد اعتداء على الجميع، وحرص صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على دعوة الجميع الى الوحدة والتكاتف في وجه أي عدو والتعاون مع باقي الدول الخليجية والعربية لتحقيق وحدة الوطن العربي كما دعانا لها ديننا الاسلامي بالتكاتف كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى.
ان اتفاق قادة دول مجلس التعاون على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي لتوحيد العملة الخليجية وتدشين الربط الكهربائي بين دول المجلس والاتفاق على إجراء المزيد من الدراسة لإنشاء هيئة سكة حديد بين دول المجلس ما هي الا أدلة دامغة للسعي لتحقيق هذه الوحدة الوطنية الخليجية.
ودول مجلس التعاون الخليجي بوحدتها وتكاتفها مع بعضها ستشكل صرحا منيعا لا يمكن لأي عدو المساس به ومن ثم يجب ان يكون التعاون بما فرضه الله على الجميع بالبر والتقوى والعمل الصالح ومكافحة الفساد على جميع المستويات لتحقيق العدالة للجميع والوصول الى جميع الأهداف المرجوة، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ـ المائدة: 2).
والوحدة الخليجية لن تتحقق إلا بمكافحة كل أوجه التخلف والفساد التي قد تعوق مسيرة التعاون والتطوير التي يرجوها الجميع، فلنجعل كلمة صاحب السمو الأمير في الدعوة الى التعاون والتكاتف هدفا لنا جميعا ولنحارب كل مظاهر التخلف والفساد على جميع المستويات، ولنعمل جميعا من اجل اعطاء كل ذي حق حقه ومكافحة الظلم ورفعه عن المظلومين.
ولنبدأ بمحاربة كل من تسول له نفسه إيذاء الآخرين وظلمهم في أي مجال من المجالات سواء في العمل أو المدرسة أو المؤسسات أو الهيئات التي يعمل بها الجميع، إذ ان مكافحة هذه الفئة الضالة من البشر ستؤدي الى تحقيق العدالة ومن ثم يكون انتاج الإنسان أكثر لإحساسه بضمان حقوقه الأساسية وتكون حافزا للجميع للالتزام بالمسؤوليات والحرص على تطوير العمل والنهوض بالوطن.
لنبدأ في وطننا الحبيب بمكافحة كل مظاهر التــخلف حتى تكون الكويت درة خليجية على استعداد لتحقيق الوحدة الخليجية مع باقي دول مجلس التعاون وتنفيذ رغبة صاحب السمو الأمير وتنفيذ تعاليم ديننا المتسامح بوحدتنا جميعا تحت مظلة واحدة عربية خليجية قوية صامدة في مهب أي ريح تحاول تحريكها أو تغيير مسارها. حفظ الله الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها من كل مكروه.