رحلت عنا الشيخة فريحة ابنة حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح وشقيقة أمير الإنسانية أمير الكويت بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإنساني والاجتماعي، وحيث إننا نشعر بعمق الجرح ومرارة الفراق، إلا أن مسيرتها العطرة في خدمة الإنسانية تخفف عنا هذا المصاب الجلل.
فقد شغلت منصب رئيسة الجمعية الكويتية للأم المثالية في الكويت وكانت سفيرة النوايا الحسنة، وأطلقت مسابقة الأم المثالية منذ عام 2004 لاهتمامها بالأسرة وقضاياها.
وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية في أثينا في عام 2008 لجهودها الإنسانية والتطوعية المتميزة.
وكانت الفقيدة رئيسة نادي الفتاة لعدة سنوات والذي من خلاله حرصت على توعية جميع أفراد المجتمع والتركيز على فئة الشباب لتوعيتهم ووقايتهم من أي مخاطر قد تحيط بهم وقد كان لي الشرف بالعمل معها ومن خلال المشاركة في بعض المبادرات التي قادتها في المجتمع ومن بينها حملات للتوعية بالقيم والمثل الطيبة في نادي الفتاة وبحضورها وتشجيعها.
لقد كانت الشيخة فريحة، رحمها الله، الأم المثالية للجميع وهي صاحبة القلب الرقيق وابتسامتها التي لا تفارقها تبعث الأمل في القلوب.
ويشهد جميع من تعامل معها بما كانت تتمتع به من تواضع ودماثة الخلق وحسن المعاملة فكانت تستجيب للنداءات وتهرع الى نجدة الحق وإنصاف المظلومين وقضاء حوائجهم ولم تكن تخشى في الحق لومة لائم.
وكانت لها بصماتها المتميزة في المجال الإنساني والاجتماعي ليس فقط على مستوى الكويت بل امتد إلى خارج الحدود دون تمييز بسبب الجنس أو الديانة أو المكانة الاجتماعية فكانت حبيبة للجميع.
وسيترك غيابها فراغا كبيرا في مسيرة العمل الإنساني والمبادرات المجتمعية ولكنه قضاء الله وقدره الذي لا راد له، وإن العزاء لأنفسنا ولصاحب السمو ولأسرة الفقيدة وندعو الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته وأن يجعل مثواها الجنة و(إنا لله وإنا إليه راجعون).