الاعتراف بحجم المشكلة أو فداحة الخطأ هو الخطوة الأولى للحل واللبنة الأساسية للإصلاح.
وفي مصر علينا أن نعترف بوجود مشكلات «مزمنة» ظلت تنتقل من عهد إلى عهد ومن حكومة لأخرى ومن رئيس إلى رئيس مكتفين بالعلاجات المسكنة للألم دون أن نمتلك شجاعة العلاج الجراحي حتى تأخر أوانه وأصبحنا مضطرين له دون سواه.
ينطبق ذلك على مشكلات مثل الصحة والتعليم والبطالة والإسكان والتصدير ومواصفات المنتجات وغيرها..
ورغم أهمية كل ما سبق، إلا أن «التعليم» في اعتقادي هو أصل المشكلات كلها، فالمواطن الذي يحصل على «تعليم» جيد يعرف كيف يحافظ على صحته ويحل مشاكله، ويجيد عمله ويحسن دخله المادي، عكس المواطن غير المتعلم أو الذي حصل على تعليم «رديء» كالذي تراه الآن في أغلب مدارسنا وجلّ جامعاتنا، التي نرى من «مخرجاتها» العجب العجاب!
كنت أعتقد أنني وكثيرين غيري ننفخ في «قِرب مقطوعة»، ونؤذن في مالطا، حتى جاءتني مكالمة هاتفية من صديق أحترمه، وأثق في تقديره، أستاذ ترك التدريس في الجامعة واتجه إلى العمل الخاص تحكمه منظومة «قيم وأخلاقيات ومثل عليا» يفقدها كثير من رجال الأعمال اليوم،.. المهم قال الرجل بوضوح: أعلم اهتمامك بقضية التعليم وأحببت أن أبشرك ببدء العمل الجاد في تنفيذ خطة المشروع القومي لبناء المدارس والذي يهدف إلى بناء 4 آلاف مدرسة جديدة خلال 3 سنوات فقط بالاشتراك مع القطاع الخاص فيما أطلق عليه مبادرة «الاستثمار في التعليم»!!
ووضعت وزارتا التربية والتعليم والتعليم الفني بالاشتراك مع وزارة المالية قواعد جاذبة للاستثمار، تهدف الى زيادة حصة مدارس اللغات لتصل إلى 25% من عدد المدارس المزمع إنشاؤها، هل تتخيلون معي تحقق بناء 1000 مدرسة جديدة للغات تخضع لشروط ومواصفات مختلفة عن كل ما سبق وتشرف عليها وزارة التربية بالكامل، وتلزم المستثمر الاستعانة بالمناهج المصرية المطورة.
.. وغداً نستكمل الحديث عن «حلم الاستثمار في التعليم» الذي أدعو الله أن نشهد بدايات تحققه حتى ننجح في اللحاق بقطار المستقبل.. ولو حتى عربة «السبنسه»!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
twitter: @hossamfathy66
facebook: hossamfathy66
alanba email id
[email protected]