.. بعد الوصول إلى سياسة «حافة الهاوية» بين الزعيمين الأكثر شهرة وشعبية في العالم سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، والزعيم النووي الكوري الشمالي الشاب كيم جونج أون.. سيجلس الاثنان على طاولة الحوار يبتسمان ويلوحان للجماهير وكأنهما لم يتبادلا الشتائم والتنابز بالألقاب والمعايرة أيهما يمتلك «زرا نوويا» أكبر من الآخر.. وأكثر فاعلية!!
وفي عصر السادات والقذافي تبادلا الشتائم وطرد الدبلوماسيين وإبعاد العمالة المصرية من ليبيا، ثم اكتشفا ان مصر وليبيا لا غنى لهما عن بعضهما!
.. وفي الحرب العالمية الثانية عاث الألمان خرابا في فرنسا وبريطانيا واحتل هتلر نصف أوروبا، وساعده الطليان، وكانت كراهية هذه الدول المتقاتلة لبعضها البعض لا حدود لها،.. واليوم يجمعها كلها علم الوحدة الأوروبية، وشعار الاتحاد الأوروبي، والعملة الموحدة ـ عدا بريطانيا ـ وتتبادل المعلومات الاستخباراتية ويتنقل مواطنوها دون عوائق أو حدود.
.. وقبل ذلك احتلت بريطانيا أجزاء من أمريكا الشمالية وخرجت بمعارك سالت فيها دماء الطرفين.. واليوم أصبحت لندن هي الحليف الأوروبي الأول لواشنطن..
وغير ذلك الكثير مما يذكره التاريخ.. أقول ذلك عقب نقاش مع مجموعة من الإعلاميين حول العلاقات المصرية ـ التركية، انقسمت فيه الآراء الى معسكرين: متشددين يؤكدون انها ستستمر «متوترة» الى أمد بعيد.. جداً.
.. ومعتدلين يؤكدون أنه في السياسة لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، وكل شيء تحكمه المصالح، ويتوقعون انفراجة قريبة في العلاقات.
وإذا حدث ذلك ـ وأظن أنه سيحدث ـ سيكون الإخوان الإعلاميون الذين اتخذوا من الأراضي التركية منصة لصبّ لعناتهم على مصر في موقف لا يحسدون عليه.. هداهم الله وإيانا.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]