من المستحيل وجود نظام حكم بلا معارضة، ومهما بلغت عدالة ونزاهة الحاكم فلا بد أن تجد من يعارضه،.. وتقع «الفاجعة» عندما لا تفرق الأجهزة المنوط بها حماية الدولة والدفاع عن النظام، بين المعارضة الشريفة.. البناءة.. التي تهدف للتقويم والإصلاح، ومن حقها أن تحلم بالوصول إلى مقاعد الحكومة وكراسي الوزارات لتحقق رؤيتها، وبين تلك الجماعات الهدامة الكارهة للدولة ونظامها، والتي تتمنى التدمير لكل شيء، وتسعى للقتل والخراب، الفارق بين «المعارضة المنطقية» و«جماعات الشر» واضح بيّن لا خلاف عليه.
مباشرة ودون توريات، أعرف الزميل والصديق العزيز عادل صبري، رئيس تحرير موقع «مصر العربية» منذ تزاملنا في مقاعد كلية الإعلام لمدة 4 سنوات قبل أكثر من 30 عاما، خلوق.. مهذب.. هادئ.. مهني.. محترم.. رجل بكل معنى الكلمة، عمل في صحيفة «الوفد»، وكان معارضا محترما ووفديا صلبا.. وليبراليا حقيقيا، وصحفيا ملتزما، مهنيا لأقصى درجة، ثم أسس ورأس موقع «مصر العربية» قبل 5 سنوات، وكان أيضا موقعا معارضا، محترما، حتى كانت الساعة 3:30 عصر الثلاثاء الماضي عندما داهم ضباط بزي مدني مقر الموقع، وطالبوا جميع العاملين بتسليم أجهزة حواسيبهم الآلية مفتوحة.
وأوضحت القوة الأمنية أنها مكلفة بتحصيل مبلغ 50 ألف جنيه قيمة الغرامة التي قررها رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام مكرم محمد أحمد على موقع «مصر العربية» بسبب ترجمته تقريرا عن الانتخابات نشرته «نيويورك تايمز».
[شخصيا قرأت التقرير ووجدته سخيفا وغير موضوعي].
اتصل رئيس التحرير «عادل صبري» برئيس المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، «مكرم محمد أحمد» الذي أكد له أنه لا يوجد أي إجراء ضد الموقع إلا الغرامة التي تم توقيعها عليه، وأبلغه بأنها ليست نهائية ويمكن للموقع التظلم منها!!
وفي حوالي الثامنة والنصف مساء، قررت القوة الموجودة بالمكان احتجاز رئيس التحرير «عادل صبري» بتهمة عدم وجود ترخيص من الحي التابع له، وعقب ذلك أصدرت وزارة الداخلية بيانا توضح فيه أن عادل صبري، رئيس تحرير موقع «مصر العربية» الإلكتروني، أدار موقعا إلكترونيا دون ترخيص بالمخالفة للقانون.
وفي اليوم التالي، عرض الصحفي عادل صبري على نيابة الدقي التي قررت حبسه 15 يوما بقائمة طويلة من الاتهامات.
لا أشكك «إطلاقا» في «قانونية» الإجراءات..
ولا أطعن «أبداً» في قرارات النيابة..
.. ولكن أهمس في أذن كل أجهزة حماية النظام.. رفقاً بالقوانين، فالحل ليس في «القبض» على الصحفيين!!
.. وأناشد زميلي وصديقي نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة: بالله عليك تعرف عادل صبري كما أعرفه وأكثر.. فتدخل رحمة ببناته!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]