انتفضت الشعوب المقهورة واحتشدت الجماهير الثائرة في يوم الأربعاء الموافق 25/5/2011، حيث تجردت الإنسانية من إنسانيتها وانسلخت من آدميتها وضيعت كرامتها من أجل حفنة من الدولارات بل من أجل زهوة العرش وسطوته دون أن تعلم أن «دوام الحال من المحال» و«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» ففي هذا اليوم الكئيب نحرت الإنسانية وتفرقت دماؤها الزكية وذلك عندما ارتكبت أبشع جريمة في القرن الحادي والعشرين، حيث قتل الطفل حمزة الخطيب بعد أن عذب ونكل بجثته وقطع عضوه التناسلي وكل جريمته أنه طفل بريء شارك كغيرة من أجل الحرية والغد المشرق في تظاهرة «يوم الغضب» لفك الحصار عن درعا.
وحوش كاسرة كشرت عن أنيابها وأظهرت أحقادها في نحر طفولته وتمزيق أحلامه والتمثيل بجسده وبراءته.
أسألكم بالله من قتل الطفولة؟ أهم اليهود، فهذا ليس بغريب عليهم فهم أبناء القردة والخنازير وقتلة الأنبياء والصديقين، لا لا فالخطب جلل والحقيقة أدهى وأمر، إنهم عرب ومسلمون ومن أبناء جلدتنا.
آه صرخة مدوية أطلقها من أعماق قلبي المفطور مع أنفاسي المتقطعة فالحروف عقدت لساني، والدموع انسكبت من محاجري والدماء تجمدت في عروقي وتصلبت أناملي، وصمت قلمي صمت القبور لهول ما رأينا ولعظم ما سمعنا، فالجريمة بشعة، وعار يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان وتنزف القلوب دما بدلا من الدمع، اكتب يا قلم وسطر بكلمات حزينة وعبارات مقهورة فلقد تعاهدنا على الاستماتة في الدفاع عن حقوق وقضايا الإنسان في كل زمان ومكان، فالقضية قضية رأي عام وليست قضية شخصية، اكتب يا قلم وسطر كيف عذبت الطفولة ونحرت في وضح النهار على مرأى ومسمع الجميع.
اكتب يا قلم وسطر كيف تحاصر المدن وتجوع الشعوب وتغتصب الحرائر العفيفات؟ اكتب يا قلم وسطر كيف تهدم المساجد ويقتل الأبرياء ويمثل بالأجساد؟ اكتب يا قلم وسطر صمت القلم من هول ما كتب واختلطت دموعه بالسطور وانتحب.
يقول أحمد مطر:
ربما الماء يروب ربما الزاني يتوب
ربما تشرق شمس الضحى من صوب الغروب
ولكن حكامنا أبدا لا يتوبون عن قتل الشعوب
نعم لا يتوبون عن إذلال الشعوب وإركاعها وسلب حرياتها وإهدار كرامتها، أيها الحكام انقشوا هذه العبارة في صدوركم ورددوها في يقظتكم ومنامكم «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار» مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
نعم الشعوب ماضية في تقديم أبنائها قرابين للكرامة المنتهكة وللحرية المغتصبة وللطفولة المقتولة على أيدي زبانية الأنظمة الفاسدة، فأوراق الأنظمة المستبدة تتساقط والثورات راسخة رسوخ الجبال.
كفاكم مصالح ومكاسب يا دعاة الحرية وحماة الإنسانية إلى متى الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون، فالشعوب استيقظت وانتفضت وعقولها تفتحت وقلوبها أبصرت أم آن الأوان لوقف المصالح وحماية حقوق الإنسان من غدر الإنسان.
[email protected]