سؤال حير الكثيرين وشغل الجميع والكل صار عنتر زمانه، أشهر قلمه وصاح بأعلى صوته: أنا لها أنا لها، مع العلم أن المعني بهذا الدور هو الشعب الكويتي، هذا الشعب الذي يستحق الثريا لا الثرى ولكن للأسف الحكومة والبرلمان لم يستوعبا هذه الحقيقة وربما استوعباها لكنهما يصران على تجاهلها ويلجآن دائما إلى تطبيق استراتيجية شغل الشارع الكويتي بنزاعات الحيتان وتسخين الأجواء السياسية بقضايا ملتهبة والأهم من هذا وذاك هو اشعار المواطن بأنه مذنب وسبب وطرف في هذا الفساد وتعطيل عجلة التنمية.
قدر الكويت أن تخمد فتنة لتدخل في أخرى وتعالج مشكلة لتظهر مشاكل ثانية ونحن على هذا المنوال منذ سنوات طويلة، إلى متى هذه الرحى تدور وتطحن معها أحلام وآمال المواطن الكويتي؟ من سيوقفها ويضع النقاط على الحروف؟ البحث جار والإجابة في نهاية المقال.
آفة الشعب الكويتي تتلخص في أمرين، ضعف الذاكرة والمجاملة، فبالأمس القريب كانت فضيحة الإيداعات المليونية والتي أدت إلى اسقاط الحكومة وحل البرلمان وها هو السيناريو يعيد نفسه، حيث كثر الكلام عن شراء الذمم والولاءات السياسية وشل حركة البرلمان الرقابية والتشريعية والمنح المليارية من حساب الشعب وهو مؤشر خطير الى استشراء الفساد وضعف ذاكرة الشعب الكويتي.
تأمل معي عزيزي القارئ ما يحدث في الدول المتقدمة حين تبرهن المؤشرات على انخفاض مستوى انجازات المسؤول دون مستوى طموح الشعب أو هدر في المال العام أو استخدامه في أغراض شخصية حتى وإن كان المبلغ زهيدا. في هذه اللحظة يقص المسؤول المقصر الحق من نفسه ويستقيل وان لم يتم ذلك تثور ثائرة تلك الشعوب على اعتبار أنها مصدر للسلطات وتحشد وتسير المظاهرات إلى أن يتم الاصلاح.
أما حال الشعوب العربية فهي شعوب ردود أفعال لا أفعال فقط تعيش لحظة الحدث تستنكر وتشجب وفي نهاية المطاف تكوّن لجان وتحفظ القضايا في الأدراج إلى أن تتخمر وتتبخر من ذاكرة الشعوب.
والآفة الثانية هي أننا شعب مجامل نجامل على حساب وحدتنا الوطنية وحقوقنا الدستورية ومقدراتنا الشعبية، فالدواوين والمجالس تعج وتنتقد أداء المسؤولين وتتحدث عن قضايا الفساد والبطالة وتدني الخدمات وغيرها من الفضائح التي يندى لها الجبين ومع ذلك نجد رموز الفساد تتصدر المجالس وتعتلي المناصب وتترشح وتنتخب.
إن الشعب الكويتي يستحق الثريا لا الثرى ويظل السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى يعاني هذا الشعب؟ وإلى متى رحى الفساد تطحن كل بارقة أمل ولحظة سلام؟
أما آن الأوان أن يقول الشعب الكويتي كلمته ويقضي على خفافيش الظلام ويقطع دابر الفساد، ويضع خارطة طريق تنشر العدل والاستقرار؟.
وللإجابة عن ذاك السؤال: من سيضع النقاط على الحروف؟ يهتف الشعب الكويتي: الشعب.. ثم الشعب.. نعم الشعب.
@ebtisam_aloun