من الجميل أن تأخذ لنفسك مساحة من الراحة في وسط زحمة الحياة لتتفقد روحانياتك وصحتك وعلاقاتك وكذلك أهدافك، وتجدد منسوبك الفكري والثقافي، ومن المشاريع التي أقدمت عليها في الأسابيع الماضية برنامج «المرشد النفسي والاجتماعي» من باب التطوير والتجديد لتخصصي الدراسي في علم النفس وعلم الاجتماع، وعلى الرغم من كم المسؤوليات الملقاة على عاتقي كأم وجدة ومتطوعة، إلا أن الله منّ علي بهذه التجربة المفيدة والجميلة.
وبإصرار منقطع النظير وهمة عالية، انتظمت مع مجموعة راقية من المرشدات النفسيات النشيطات، حيث كان بيننا تناغم فريد وحماس عال وحميمية مريحة وبرغبة عارمة في التغيير والقيادة كانت بإدارة دكتورنا الفاضل ومساعدته النجيبة.
كنت استمتع بكم المعلومات والتدريبات العملية والمهارات المنوعة في مجال أحببته ولم أتمكن من العمل به في حياتي المهنية، وهي تجربة فريدة في تطوير الذات وتحقيق الأهداف ومتابعة مسيرة الإنجاز في الحياة، فالتنمية والتطوير عجلة دائرة إلى قيام الساعة ومهمة أبدية مادام النفس يصعد وينزل في جوف الإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن قامت الساعة وفي يدي أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها».
تيقنت من خلال هذه الدورة ان الإرشاد النفسي مهمة عظيمة وأمانة رفيعة فنحن مسؤولون ومساءلون أمام الله في تقديم الاستشارة وترميم النفس البشرية وإصلاح ما تم شرخه من علاقات وصلات، خاصة وأن بعض البيوتات تئن من المشاكل والتصدعات وكواهل الأسر باتت مثقلة بالهموم والمآسي تحت وطأة العولمة والغزو الثقافي والتغيير المتسارع.
حتما ان المرشد النفسي يحتاج إلى صحة نفسية عالية ومهارات فائقة واحتراف من طراز خاص ومنهج علمي، علاوة على ذلك تدريب وبحث مستمر في أداء مهمته، وهناك البعض من التقط فتات هذا العلم ونصب نفسه مستشارا واتخذه مجالا للمتاجرة والشهرة.
فرحة الإنجاز لا زالت تغمرني وأنا أخط كلماتي، وانتقي عباراتي فمن الجميل أن نوجد لأنفسنا فسحة لتطوير ذواتنا والاستمتاع بحياتنا وتجديد خبراتنا خدمة لأنفسنا ومجتمعاتنا وارتقاء بإنسانيتنا.
ebtisam_aloun@