القراءة مقطورة تغزو بك في عوالم مختلقة، وتحلق بك في فضاء المعرفة، وتصنع لك جناحين تطير بهما كالفراش في بساتين العلم والثقافات المتنوعة، هي رحلة ممتعة لا تحتاج منك إلى تذكرة ولا حتى جواز سفر تجالس بها الحكماء والعلماء والعوام من الناس، رحلة توسع مداركك وترتقي بذائقتك الأدبية وتثري ثروتك اللغوية وتعلو بإنسانيتك لتجعل منك رقما صعبا في هذه الحياة وبعد الممات.
وحتى تحصل على قراءة مميزة وتستمتع بالرحلة، عليك أن تتشرب قناعة مهمة وهي أن القراءة الحرة تهدف بالدرجة الأولى إلى المتعة ومن ثم الفائدة، فلا تجبر نفسك على كتاب لا يروق لك، فما يناسبك لا يناسب غيرك، ومن المجدي أن تبدأ بالكتب الصغيرة الجيدة المحببة إلى نفسك حتى لا تصاب بالإحباط والملل فتنفر من القراءة، ولا تدخل نفسك في مقارنة مع أعلام وجهابذة القراءة فذلك يفسد عليك متعة القراءة ويشعرك بالإحباط، فكل مهارة مكتسبة وعادة جديدة تكون في بدايتها صعبة وتحتاج إلى وقت وصبر ومراس حتى تنضج ويستقيم عودها.
علاوة على ذلك ضع لك خطة واقعية في القراءة تناسب قدراتك وإمكانياتك وقيدها بفترة زمنية محددة، وعند الانتهاء من تطبيق الخطة وتحقيق الهدف ستشعر بالسعادة والرغبة في قراءة المزيد من الكتب، ويمكنك استشارة المتبحرين في عالم القراءة ليساعدوك في اختيار الكتب الجيدة المناسبة لميولك واهتماماتك واعلامك بنوادي القراءة ومعارض الكتب الدورية.
ومن الجميل أن تكون لديك كراسة تدون بها خلاصة ما تقرأ من أفكار ومعلومات جديدة وتعابير جميلة، وكل ما سبق ذكره وغيره من السبل الكثيرة تخلق لك علاقة حميمة مع الكتاب وتجعل القراءة جزءا لا يتجزأ من حياتك.
ebtisam_aloun@