الإنسان اجتماعي بطبعه يحب ويحَب، وتشكل العلاقات الاجتماعية هاجسا كبيرا في حياته، وبما أننا بشر ولسنا ملائكة فالقصور وارد في حياتنا، والخطأ سمة جبل عليها الإنسان في هذه الأرض، فالكمال والجمال والديمومة لله عز وجل.
ومن هذا المنطلق نتفنن في علاقاتنا وتعاملاتنا مع الآخرين وخاصة أحبابنا والمقربين إلينا، فلن تدوم العلاقات ولا تنصلح الأحوال ولن تعمر جسور المحبة وسط التدقيق وكثرة العتاب والتحقير، ويعتبر التغافل والتسامح وإحسان الظن بالآخرين صمامات أمان للعلاقات الاجتماعية ودوام المحبة بين الأحباب.
علاوة على ذلك التعبير عن مكنونات قلوبنا لأحبابنا بالعبارات الجميلة العامرة بمشاعر الحب والاحتواء لها أثر كبير في ترطيب القلوب وتوطيد العلاقات، ولا يقتصر التعبير عن المحبة والمودة بالكلام، بل تزينه أفعالنا المفعمة بالمعزة والوداد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتعبير عن حبنا لإخواننا في الله فكيف بالمقربين منا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه» فالحب والتسامح ونشر السلام بين الناس من سمات الإسلام العظيمة.
ومما يعزز العلاقات ويقوي الترابط بين الأحباب الاحترام والتقدير والتماس العذر للآخرين، فالبغض والحقد وسوء الظن وحبس المشاعر الجميلة كلها أثقال تثقل القلب وتوتر العلاقات وتورث الأمراض وتقطع صلات الأرحام وتضعف شبكات التواصل بين الأحباب، بل إنها فاتورة لا يدفعها إلا من حبس نفسه وسط هذه القيود والشكوك.
فلنتغاضى ولنغفر ولنسرع في إشاعة الحب والسلام بيننا، فلا نعلم متى ساعة الرحيل..!
ebtisam_aloun@