@drjasem
قالت: أنتم لكم الحور العين بالجنة ونحن ماذا لنا؟ قلت لها: لا فرق بين الرجال والنساء في الزواج بالجنة، لأن الزواج من الأمور التي تشتهيها الأنفس وقال تعالى (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)، فلا فرق بين الرجل والمرأة في متعة الزواج في الجنة، قالت: ولكن القرآن الكريم وصف الحور العين وصفا دقيقا، ولم يذكر بهذا التفصيل مواصفات الرجل الذي ترغب المرأة في أن تتزوجه بالجنة؟ قلت: كلامك صحيح لأن القرآن يخاطب كل نفس بما تهوى وتحب، فالرجال بشكل عام يهمهم تفاصيل شكل المرأة لأنهم في الغالب بصريون، أما النساء فيهتممن أكثر بأخلاق الرجل وحسن معاملته، كما أن الرجال بشكل عام يفكرون بالنساء حتى ولو كبروا بالسن، أما المرأة فلو كبرت بالسن فاهتماماتها مختلفة عن الرجل، وكذلك فإن الرجال إذا جلسوا يتحدثون ففي الغالب يسعدهم الحديث حول المرأة والزواج ولهذا القرآن خاطبهم بما يحبون، بينما المرأة تخفي احتياجها للرجل بدافع الحياء فاحترم القرآن هذه الخصوصية لها، ولو دققنا في بيوت البغاء في العالم أو مواقع النت لوجدنا أن أكثرها يعرض النساء على الرجال ونادرا ما نجد موقعا على النت يعرض الرجال على النساء، فهذه فطرة الحياة بأن المرأة مطلوبة وملاحقة أكثر من الرجل، ولهذا القرآن يتناسق مع الفطرة البشرية في خطابه للرجل والمرأة، ولا يلغي القرآن رغبة المرأة في الزواج ولكنه يعامل كل جنس بما يحب.
قالت: ما كنت أتخيل أن القرآن يراعي كل هذه التفاصيل النفسية في تكوين المرأة والرجل، قلت: ومع هذا كله لابد أن تؤمني بأن الله تعالى عادل ولا يظلم الناس شيئا، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ما في الجنة أعزب»، قالت مقاطعة: أول مرة أسمع هذا الحديث، قلت: اطمئني ستتزوجين من تحبين بالجنة وستكونين أنت أجمل من الحور العين وتدخلين الجنة في أجمل عمر وأحسن شباب، فهناك عدة حالات للمرأة والحالة الأولى لو توفيت المرأة قبل أن تتزوج أو ماتت مطلقة أو دخلت الجنة ولم يدخل زوجها الجنة فيزوجها الله بالجنة برجل من أهل الدنيا دخل الجنة، والحالة الثانية إذا لم تتزوج المرأة بالدنيا فإن الله يزوجها في الجنة لأن الله يقول (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)، والحالة الثالثة لو مات عنها زوجها ولم تتزوج بعده يكون هو زوجها بالجنة، والحالة الأخيرة لو تزوجت من غيره فإنها إما أن تختار أحدهما أو تتزوج غيرهما أو تكون مع أفضلهما خلقا، وفي جميع الحالات سيكون لها زوج في الجنة، فنعيم الجنة عظيم وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» قالت: الآن أنا مطمئنة واقتنعت بما ذكرت لي بأن الله عادل وأنه فرق بالخطاب بين الرجل والمرأة على حسب الاحتياج والنفسية، وأتذكر جدي رحمه الله بلغ من العمر 90 عاما ومع هذا كان يتكلم في النساء كثيرا بينما جدتي لم تكن كذلك فكلامك صحيح، قلت: الحمد لله المهم أن تحسني الظن بالله وأن الله عادل ويلبي لك كل احتياجاتك بالجنة.