وزارات الدولة جميعها طبقت البصمة لضبط سير العمل في قطاعاتها المختلفة خلال الشهور الماضية وأخرجت من خلال ذلك العديد من الموظفين الذين لا يعلمون شيئا عن عملهم، والملاحظ أن البصمة وإلزام الموظفين منذ الصباح الباكر لم يحلا مشكلة الإنتاجية وإنما ساعد في مشكلة الازدحام المروري خلال الفترة الصباحية، وما بين رفع البصمة وإعادتها في الواحدة ظهرا، حيث نشاهد أن جميع الطرق المؤدية إلى المجمعات التجارية تشهد ازدحاما غير طبيعيا منذ الأحد وحتى الخميس بسبب البصمة التي لم تضبط الدوام لدى البعض بل جعلتهم يبحثون عن مكان آخر يستعرضون فيه إنتاجيتهم من خلال اللجوء إلى المطاعم والمقاهي التي تشهد مجاميع من الموظفين والموظفات يتبادلون أحاديث شاي الضحى فيما بينهم الا أنه تبين لي شخصيا ان البصمة في الوزارات ساهمت بلا شك في تنشيط الاقتصاد الغذائي أي وجبة الإفطار والدليل أن بعض المطاعم في بعض المجمعات خصصت بوفيهات للإفطار نظرا للإقبال الكبير من الزبائن الذين ينتظرون عقارب الساعة تصل إلى الثانية عشرة والنصف حتى يغادروا مقار أعمالهم، عفوا مقار شاي الضحى حتى يعودوا مرة أخرى بالازدحام.
العيب والتسيب بلا شك ليس على الموظفين وإنما على المسؤولين عنهم علما بأنه لو كان هناك ضبط وربط لما وجدنا هؤلاء الموظفين يغادرون مكاتبهم مما يدل ذلك أن الفساد الوظيفي والبطالة المقنعة سببهما بعض المسؤولين الواجب عليهم مخافة الله في وطنهم من خلال متابعة الموظفين بعيدا عن الاعتماد على البصمة التي أصبح مردودها الاقتصادي على الأسواق أكثر من العمل لذلك يجب متابعة الموظفين من خلال آلية يتبعها كل مسؤول بحيث تبين إنتاجية كل موظف منذ دخوله العمل وحتى مغادرته دون الاعتماد على البصمة التي فقط أصبحت لتثبيت حالة الدوام في الدخول والخروج
كما يتوجب على القياديين محاسبة المدراء اللامبالين في عملهم والمتسببين في ذلك التسيب فضلا عن ذلك نجد موظفي شاي الضحى مرشحين من قبل المسؤولين من ضمن كشوف الأعمال الممتازة التي أصبحت مختصره على المتمردين على قانون العمل وليس على الإنتاجية لذلك اطلب من كل مسؤول لا يجد احدا من موظفيه التوجه لأقرب مجمع تجاري ليشاهد بعينه إنتاجية هؤلاء الموظفين.. والعمل الله يرحمه.
خلال إجازة نهاية الأسبوع دعاني شقيقي لتناول وجبة العشاء في أحد المجمعات التجارية وخلال تناولنا للطعام شاهدت إحدى العائلات مقابل طاولتنا أصابهم نوع من الهيستريا بسبب إغماء إحدى السيدات أثناء الأكل وأسرعت إحدى الأخوات بالاتصال بالإسعاف وكانت الطامة أن الموجودين لجأوا إلى رقم 777 متناسين بذلك الرقم الجديد 112 الذي يتوجب وضعه في كل مكان حتى يحفظه الجميع، باختصار توليت أنا الاتصال بمركز الإسعاف الذي لا يبعد عن السوق بضع دقائق ولكن مع الأسف لاحظت أن الحالة المرضية للسيدة تزداد سوءا فقمت مرة أخرى بالاتصال وكان الرد أن سيارة الإسعاف دقائق وستجدونها أمامكم وبالفعل وصلت بعد جهد جهيد، المطلوب من أصحاب المجمعات أن يخصصوا عيادة طبية وكذلك سيارة إسعاف في كل مجمع كما يجب على وزارة الصحة أيضا تخصيص سيارات إسعاف في المجمعات التجارية ليس طوال الأسبوع لحجة النقص الذي تعاني منه إدارة الطوارئ الطبية وإنما خلال اجازة نهاية الأسبوع لمواجهة مثل تلك الحالات ـ لا سمح الله ـ فضلا عن ذلك لابد ان يكون ضمن المسعفين نساء حيث انه بعد ما شهدته بات من الضروري تواجد المسعفات، متمنيا للجميع السلامة.
[email protected]