تطرقت في مقالة سابقة إلى خارطة طريق الإصلاح بوزارة الصحة، وقدمتها إلى وزير الصحة د.جمال الحربي، بعد تعيينه وزيرا في الحكومة.
الوزير منذ دخول الوزارة أكدنا في سطورنا الماضية أنه جاء في هذا المنصب للعمل وليس للتنظير، وبالفعل خلال أيام نفض غبار الوزارة، الذي لم يستطع أي قيادي نفضه طوال السنوات الماضية، ومن الأولويات مشكلة العلاج بالخارج والمحسوبية وطريقة تعامل بعض الموظفين وحالة الفوضى التي كانت تعيشها تلك الإدارة، وتحكم بعض الوافدين في إدارة مكتب مدير الإدارة، ومحسوبيتهم على قياديين، حيث وجد الوزير الحل وفق رؤيته بحركة تنقلات قوية، يشكره عليها جميع من راجع تلك الإدارة وشعر بالقهر.
كان من الواجب أن يتم عملها منذ سنوات، حينما كانت الناس تشتكي من التمييز في المعاملة والفوضى، لكن بالفعل ما للصلايب إلا أهلها، وقولك يا د.جمال ترجمته إلى فعل.
الوزير جاء للإصلاح، وهذا هو الإصلاح الذي ننشده جميعا، خطواتك الإصلاحية واضحة بدأت بزيارات للمستشفيات واستمعت إلى مشاكل المراجعين واجتمعت مع القيادات في تلك المناطق الصحية لإيجاد آلية تسهل على الناس، كما قمت بحل مشكلة المواعيد في العيادات الخارجية والأشعة وكذلك العمليات.
نعلم جيدا أن التركة كبيرة، لكن الحربي قدها والقادم من الأيام سيضرب مواطن الفساد والتقاعس بالوزارة بيد وزيرنا النشط الذي لن يتوقف عند هذا الحد، بل غربل أيضا العديد من الإدارات بحركة تدوير شملت القطاع المالي بالوزارة وننتظر منك الكثير والكثير.
الجميع معك في الإصلاح، ومصلحة الكويت فوق الجميع، واختيارك في هذا المنصب وُفِّق فيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ولاسيما أنك ابن للوزارة.
نحن يا سمو الرئيس بحاجة إلى هذه النماذج المشرفة من الوزراء الذين يحسون بمعاناة الناس، وهمهم الأول والأخير الإصلاح وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين الجميع.
نريد منك أيضا التركيز على اختيار النخبة من الأطباء، لأن التشخيص الدقيق مازال مفقودا في مختلف المستشفيات العامة، وشعارك الذي رفعته في أول تصريح صحافي هو التميز في الرعاية الصحية وتعزيز الثقة بها أكثر، ولذلك أتمنى من وزيرنا أن يعيد النظر في قرار الأطباء والممرضين والفنيين ممن تمت إحالتهم للتقاعد بسبب أو بآخر، وينصفهم، لأنهم لاتزال لديهم القدرة على العطاء، ونحن مع تجديد الدماء، لكن أيضا الخبرة تفوق ذلك، وقانون الخدمة المدنية منحهم أن يعملوا إلى سن 75 عاما، وننتظر من معاليك إنصافهم، فالكثير منهم زملاء لك، فبارك الله فيك وكثر الله من أمثالك، بالفعل إنجازاتهم المدوية مشرفة.
أخيرا.. نرجو استمرارك بهذا النهج، ولا تعط بالاً للتهديدات التي هي أشبه بفقاعات الصابون، وجميع المخلصين من أبناء وطنك بجانب ويساندونك، وأولهم أنا بقلمي، الذي يطرح مواطن الخلل في أي جهة ضد المواطن لإيجاد الحلول المناسبة لها، كفيت ووفيت يا أبا خالد.
[email protected]