سبق وان تطرقت في مقالات سابقه الى تكريم المبدعين في بلادي وخاصة في المجال الطبي الذي مازال دون مستوى الطموح والشفيع له ظهور هذه الكوكبة من الكوادر التي أبهرت العالم بإنجازاتهم الطبية، ودائما اتمنى ان اجد جميع مستشفياتنا متطورة ومواكبة في كل ما يتعلق بالجانب الطبي، وأن تصبح مثل المراكز التخصصية لدينا مثل الصدري والبحر للعيون في التشخيص.
وقد اعجبني تصريح وزير الصحة د.جمال الحربي عندما كنت متواجدا خلال حفل تكريم المبدعين، اكد امام الجميع انه داعم لمثل هذه الكوادر التي ترفع من شأن الوضع الطبي في الكويت وكذلك في الخارج بسبب انجازاتها الطبية التي تبهر العالم.
هذا الدعم بلا شك يعتبر حافزا لجميع من هو منتسب لهذا الجسم الطبي بأن يبدع طالما أن رأس الهرم بالوزارة يقف بجانبهم خاصة ان تصريح الوزير ابتعد عن الشخصانية وحرص على المهنة من خلال التشجيع لهؤلاء الأطباء وجعل مصلحة الكويت فوق كل شيء كما ان لدينا كوكبة كبيرة من الأطباء المتميزين الذين يستحقون الإشادة أمثال الأطباء المبدعين من أبناء وطني وتم تكريمهم لإنجازاتهم.
منهم استشاري جراحة العظام د.مثنى السرطاوي، العالم أجمع تحدث عن ابتكاره وطريقته الدقيقة لتركيب الركبة والمفصل الصناعي من خلال عملية دون قطع الأربطة والعضلات.
بطريقة جديدة ومبتكرة بخلاف العمليات القديمة المعتادة التي كانت تتم عن طريق القطع وتسبب الآلام للمريض وتحتاج فقط 3 أيام يمكث بها المريض بالمستشفى بعد العملية بخلاف مدة التأهيل للعمليات القديمة وهي ثلاثة أشهر.
هذا الإنجاز يستحق منا أن نشيد به لأنه بالفعل مفخرة للكويت.
كذلك أيضا د.عبدالرزاق العبيد استشاري جراحة العظام من الكوادر التي تم تكريمها مؤخرا بسبب إنجازه الطبي المتمثل في براءة الاختراع التي حصل عليها حول حقن الإبر الاسمنتية عن طريق المنظار للكسور في العمود الفقري وإصابات أورام السرطان.
هذا الابتكار بعد حصوله على براءة الاختراع من الولايات المتحدة سيكون أيضا مفخرة للكويت خاصة ان هذه التقنية ستفيد العديد من المرضى ممن يعانون من كسور العظام او اورام السرطان.
كما شهدت أيضا مستشفى الصدري إنجازا أخر في جراحة القلب سجل لرئيس قسم جراحة تشوهات القلب الخلقية عند الأطفال في مستشفى الأمراض الصدرية د.فيصل الحلاف لعملية جراحية لتشوه تام في عصب الأوردة الرئوية، وذلك عبر إعادة توصيل التجمع الوريدي غير الطبيعي إلى الأذينة اليسرى وقطع اتصاله مع الأذينة اليمنى وبالتالي عودة الدم الوريدي الرئوي «المؤكسج» إلى مساره الطبيعي.
والمميز في العملية التي أجراها هذا المبدع أنها نادرة جدا أجريت بأيد كويتية ماهرة. وفي نفس التخصص سجلت مؤخرا استشارية امراض «فسلجة القلب» في مستشفى الأمراض الصدرية د.فوزية الكندري إنجازا طبيا سجل للكويت تمثل في تدريب عدد من اطباء القلب المتخصصين في «فسلجة القلب» في مستشفيات «طوكيو» و«كوبوتو» و«اوساكي» على تركيب منظمات القلب بالتقنية الحديثة تحت الجلد دون ملامسة القلب.
ويعتبر تخصص «فسلجة القلب» تخصصا دقيقا ويعالج كل ما يختص بكهربائية القلب اذ يختص بمعالجة أي خلل يكون في كهربائية القلب ويدخل في تخصص فسلجة القلب سواء في تسارع او تباطؤ ضربات القلب.
وعلى جانب آخر بشأن تخصص الأمراض الجلدية هناك الاستشاري في مركز أسعد الحمد د.محمد العتيبي والذي يعتبر أول طبيب كويتي حصل على «البورد» الدولي في باثالوجيا الأمراض الجلدية في التشخيص المجهري الدقيق للأمراض الجلدية في هذا التخصص والذي يعد من التخصصات النادرة في تخصص باثالوجيا الأمراض الجلدية حول العالم وهو عبارة عن أخذ عينة تحت الجلد من المريض بوضع تخدير موضعي لمكان العينة وتشخيصها بواسطة المجهر ويتم تحليل العينة في مدة لا تتجاوز أسبوعين وإعطاء النتائج للمريض.
وبين ان هذا التشخيص جنب الكثير من المرضى الذين يعانون صدفية او «اكزيما» مزمنة لفترات طويلة.
جميع تلك الإنجازات الطبية كويتية سجلت باسم الكويت في المجال الطبي ويجب على وزارة الصحة الاهتمام بهذه الكوادر وتشجيعها أكثر واكثر والاستفادة منهم في مجال التدريب، كل في مجال تخصصه، لأن الكويت بالفعل بحاجة لمثل هذه النوعية من الأطباء.
نأمل من الوزير الحربي أن يحرص على هذه النوعيات من الكوادر الذين نتفاخر بهم وهناك أمثالهم الكثير بارك الله فيكم لخدمة وطنكم يا مبدعون.
[email protected]