صادف هذا العام الذكرى الـ 28 للغزو العراقي على الكويت يوم الخميس وهو نفس اليوم الذي حصل فيه الغدر العراقي.
بداية سوف اتطرق إلى أمر مهم كنت اتوقع أن تصدح فيه مساجدنا في خطبة موحدة يوم الجمعة الماضي تزامنا مع الذكرى ولكن وزارة الأوقاف خيبت الآمال مع الأسف ولم تذكر أو تشير لا من قريب أو بعيد الى الغزو العراقي وما تعرضت له الكويت من تدمير ونهب واجتياح من قبل الغزاة.
صلاة الجمعة يحضرها جميع المراحل العمرية للاستماع إلى الخطبة وأداء الصلاة وكان من الواجب على الوزارة تجهيز خطبة تواكب كفاح وصمود الشعب في وجه الطغاة في الداخل والخارج والملاحم التي حصلت خلال تلك الحقبة تضاف إلى معلوماتهم، ولكن لم نر ذلك حاضرا في تلك الخطب التي اصابت الجميع بالدهشة والحيرة في غياب مثل ذلك الحدث عنها.
كان يجب على الوزارة توحيد الخطب في ذلك اليوم واستعراض دور الكويت في تقديم المساعدات للقاصي والداني والظلم الذي تعرضت له من غزو بربري على يد جيش طاغ لم يرحم صغيرا أو كبيرا وكذلك مراحل الاجتياح المر ومقاومة الظالم بكل الوسائل، واستعراض كفاح الشعب الكويتي وتلاحمه في الدفاع عن وطنه رغم الامكانيات المتوافرة في ذلك الوقت.
كنت أتمنى أن تحتوي الخطبة على الدور البطولي لأبناء وبنات الكويت الذين استشهدوا وكذلك من تم أسره والمفقودون وتوضيح دورهم الفعال في دفاعهم عن وطنهم وكذلك دور الدول الشقيقة والصديقة وتوحدها في الدفاع والمطالبة بانسحاب العراق من الكويت.
جيل التسعينيات وما بعده لم يعش هذه الماساة لذلك كان من الضروري استعراض الحدث في خطب بيوت الله من جانب التذكير والموعظة وبث الطمائنينة والشكر لله على نعمة الأمن والأمان الذي نعيشة في بلادنا.
كان يجب على المنابر في الجمعة أن تصدح بخطبة تذكر فيها تكاتف الشعب الكويتي في وجه هذا الغزو والتفافهم حول قيادتهم الشرعية سواء من كان في الداخل او الخارج منذ أيامه الأولى وحتى التحرير.
واستذكر كيف كانت الأسر الكويتية تحصل قوت يومها بفضل قيادتها الحكيمة التي لم تقصر حتى وهي في المنفى في توفير الدعم المالي لجميع الأسر في الكويت وخارجها طوال فترة الاحتلال البغيض.
كان الأولى بالوزارة سرد تلك الأحداث والاهتمام بالذكرى 28 حتى تظل راسخة في ذهن من لم يكن حاضرها في ذلك الوقت لأن الخطب في المسجد لها تأثير ودور فعال في التوعية والتذكير بالأحداث والصبر على الابتلاء والفرج.
يجب على وزارة الأوقاف محاسبة المسؤولين في قطاع المساجد الذين لم يضعوا مثل هذا الحدث أولوية في أجنداتهم لأن الكويت وشهداءها تستحق منا الكثير والكثير.
أخيرا نرفع أكففنا للباري عز وجل أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه ويديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يرحم الله شهداءنا الأبرار بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
[email protected]