ماضي الهاجري
مدينة الأحمدي من أقدم مدن الكويت، يوجد بها كثير من المعالم التي تدل على ذلك فيما توجد بها «بيوت الشركة» التي صنعها الإنجليز وسوق الأحمدي الذي يعتبر أقدم الأسواق في الكويت.. ولكن للأسف يبقى السؤال: هل أهالي الأحمدي لا توجد عندهم مشاكل وهل تعتبر منطقة الأحمدي السكنية كاملة الخدمات؟
للأسف لا يوجد بالأحمدي إلا مركز طبي واحد ويغلق أبوابه يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، كما يغلق أبوابه يوميا بعد الساعة العاشرة مساء أي انه على سكان الأحمدي ألا يمرضوا إلا وقت الدوام الرسمي.
هل هذا يعقل أن مدينة كاملة لا يوجد بها مركز طبي يعمل على مدار الساعة يخدم أهالي المنطقة؟! أضف إلى ذلك أن جمعية الأحمدي التعاونية هي أصغر الجمعيات في مناطق الكويت وغالبية بضاعتها لا تلبي حاجات المستهلك مما جعل أهالي الأحمدي يذهبون إلى جمعيات المناطق المجاورة لقضاء حاجياتهم.
والطامة الكبرى التي يعاني منها أبناء المنطقة هي صغر منازلهم أي أن مساحة جميع البيوت لا تتجاوز 265مترا مربعا عكس باقي مناطق الكويت التي حددت مساحة البيوت فيها بحوالي 400 متر مربع، أي أنهم حرموا من مبدأ العدل والمساواة الذي نص عليه الدستور الكويتي، ومع ذلك فالبلدية تهددهم إن تعدوا على أملاك الدولة ولو بـ 5 أمتار لبناء غرفة أو ديوانية أمام منازلهم.
وفي الغالب هم مساكين ضاقت عليهم منازلهم، الأمر الذي جعلهم يبنون أمام منازلهم في المساحة المخصصة لهم (الارتداد) وهذا أقل ما يجب على الحكومة السكوت عنه لما تعرضوا له من عدم مساواة مع المناطق الأخرى.
وللأسف أخذت ظاهرة جديدة تنتشر هذه الأيام في منطقة الأحمدي الجميلة وهي انتشار المصانع وبناء شركات، الأمر الذي سبب إزعاجا لدى أهالي الأحمدي بسبب التلوث وكثرة العزاب في المنطقة عكس ما كانت عليه في السابق، منطقة راقية ذات طابع خاص تنفرد بجمال أشجارها وبساطة قاطنيها وأسواقها التقليدية، ولقد ساهمت شركة نفط الكويت بتزيين مدينة الأحمدي ولو لم تكن شركة نفط الكويت تهتم بالأحمدي لبدت المنطقة شبيهة بمناطق دول شرق آسيا الفقيرة، ونحمد الله تعالى ان شركة نفط الكويت هي الراعي الرسمي لمدينة الأحمدي فهي التي تزينها وتلبسها لباس العروس في أعيادها الوطنية ما جعل منطقة الأحمدي عروس الكويت، وكان يطلق عليها من قبل عاصمة الكويت لما فيها من جمال وزراعة وتنظيم لشوارعها.
ويبقى إن هناك مطلبا لأهالي الأحمدي وهو إن يسمح لهم مسؤولو شركة نفط الكويت بفتح ملفات لهم للعلاج بمستشفى شركة نفط الكويت الموجود في الأحمدي، نظرا لأنه لا يوجد سوى المركز الطبي الوحيد الحكومي الذي يغلق ابوابه في وجه المرضى بعد العاشرة مساء يومي الخميس والجمعة ولا يوجد به سوى علاج واحد هو «البنادول» المسكن لآلام كل شيء، ولكن لن يسكتنا «البنادول» عن المطالبة بأبسط حقوقنا وهو الاهتمام بأهالي الأحمدي، بالإضافة الى الرجاء بالسماح لهم بالعلاج بمستشفى شركة نفط الكويت وهذا المطلب هو إنساني في الدرجة الأولى، أرجو ان يأخذ به وزير النفط الشيخ علي الجراح والمسؤولون المعنيون بهذا الأمر.
زبدة الكلام
يجب حماية أهالي الأحمدي من الغازات السامة التي يتسبب بها أصحاب المصانع ويجب سد نقص المنطقة من مراكز طبية وجمعية تعاونية ومدارس وغيرها من الحاجيات الضرورية، كما يجب على نواب الدائرة الخامسة المطالبة بتشريع القوانين وليس المقترحات برغبة التي ترفض دائما من قبل الحكومة.