تصريحات الحكومة المتوالية التي توقعت فيها عجزا في ميزانية 2015/2016 بواقع 7 مليارات دينار نتيجة تراجع أسعار النفط توحي بالغضب لغياب رؤية الحكومة في معالجة الخلل الذي أدى إلى وجود العجز في ميزانية الدولة بهذا الشكل والسؤال ألا يفترض على حكومتنا الرشيدة أن تستثمر كل ما لديها من جهود وإمكانات متوافرة تحت يدها لتلاشي أي عجز في ميزانية الدولة الراهنة بدﻻ من تعويض هذا العجز عن طريق اﻻقتراض من المؤسسات المالية الدولية والمحلية؟ والسؤال الأكثر تكرار في أدهاننا إلى متى تعتمد الدولة على سلعة أحادية الدخل إلى ما ﻻ نهاية؟ أما آن الأوان يا حكومتنا بتفعيل الجملة التي سئمنا من تكرارها دون جدوى وهي تنويع مصادر الدخل؟ ونستغرب من غياب ترجمة هذه الجملة على أرض الواقع رغم أن الكويت تمتلك العقول النيرة وخبرات أولادها المتراكمة التي علمتهم في أرقى الجامعات العالمية، فضلا عما تملكه الدولة من عوائد نفطية هائلة في الأعوام الأخيرة.
وهنا نقول إن نصف هذه الإمكانيات لو كانت موجودة في أي دولة فقيرة أخرى لنقلتها من الفقر إلى دولة ذات الاقتصاد المتقدم ولن نضرب الآن المثل بالدول الآسيوية التي استطاعت أن تضع لها قدما على خارطة العالم الاقتصادية رغم أنها لا تملك أي مقومات كما هو موجود في الكويت.
كما يتضح أن اعتراف الحكومة باستمرار العجز المالي معناه اعترافها بعدم قدرتها على إدارة الأزمات الطارئة أو المزمنة وﻻ أدل على ذلك من عدم قدرة الحكومة على تحويل الكويت لمركز مالي وتجاري، وما يثير اﻻستغراب أن الحكومة لم تعلن حتى هذه اللحظة عن اتجاهها ﻻتخاذ إجراءات فعلية لتنويع مصادر الدخل والأخطر من كل ذلك أن بعض الدراسات ذكرت أن العجز المالي للكويت في 2030، أي بعد عقد ونصف العقد من الزمن سيصل إلى 179 مليار دوﻻر، فهل ستنتظر الحكومة حتى يصل الأمر إلى هذا الحد؟ وهل يخفى على الحكومة أن استمرار العجز في ميزانية الدولة في السنوات المقبلة معناه تحول الكويت من دولة ميسورة إلى دولة فقيرة تستدين من أجل تغطية عجوزاتها المالية؟ وهل ﻻ تدري أن أعداد الشعب الكويتي في تزايد مستمر ما يؤدي إلى زيادة الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها سواء الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية؟ ونقول للحكومة كذلك الباب الأول في ميزانية الدولة كيف سيكون حاله في ظل تراجع أسعار النفط واستمرار عجز الميزانية؟ ولا نعلم لماذا نواب السلطة التشريعية صامتون لا يحركون ساكنا فيما يتعلق بالعجز المالي أم أن هذا المجلس يتمتع بشهر عسل دائم مع السلطة التنفيذية.
[email protected]