تحتل إشكالية الإرهاب جزءا كبيرا من اهتمامات فقهاء القانون الدولي والجنائي لكون تلك الإشكالية تروع الآمنين وتدمر الأنفس والممتلكات العامة والخاصة، هناك صور عديدة للإرهاب منها التفجيرات وسط الآمنين كما حدث مؤخرا في كارثة المسجد الصادق التي راح ضحيتها أناس أبرياء ولسنا هنا بصدد الحديث عن سماحة الإسلام فالكل يدرك ان ديننا الحنيف لا يأمرنا إلا بحسن التعامل مع الكل دون استثناء.
ورغم مرارة ما حدث وبشاعة الحادث الإرهابي ولكن في نفس الوقت شعرنا بالفخر والاعتزاز لكون شعبنا الكويتي الأصيل بكل طوائفه ومكوناته خرج وأدان تلك التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مسجد الصادق لان الكل يدرك تماما المؤامرات الخبيثة التي تحاك لها من الخارج لأن هؤلاء الخبثاء الذين يريدون الشر للكويت يعلمون جيدا ان تنفيذ مخططاتهم الإرهابية من اجل تدمير الكويت لن تتحقق إلا باللعب على وتر الفتنة الطائفية.
ولكن هيهات فالشعب الكويتي بحمد الله يقف يدا واحدة دائما في أي ابتلاء يقع على الوطن، وهذا ليس بغريب على الشعب الكويتي فمثلما أدان الإخوة الشيعة الحوادث الإرهابية التي نفذتها فئة قليلة متعصبة عندما تم الاعتداء على موكب الأمير وتفجير المقاهي وبعض التفجيرات، فقد خرجت الفئة العظمى وجموع الشيعة لتدين تلك الأعمال وأيضا خرجت جموع السنة وأدانت بشدة التفجيرات التي وقعت بمسجد الصادق، ما يؤكد ان الشعب الكويتي لحمته واحدة، خاصة أن الاخوة الشيعة يدركون تماما ان تلك التفجيرات ليس المقصود منها الشيعة بل المقصود منها تدمير الكويت.
وبحمد الله الكل يعي تماما ان سفينة البلاد لن تسير وسط برك الدماء في بحور التفكك والتشرذم.. ونقولها بكل قوة لن تكون الكويت العراق أو سورية أو اليمن أو لبنان ولن ينجر شعبنا الى الفتن الطائفية بأي حال من الأحوال لأن تلك الفتن لو حلت بأي مجتمع فإنها تدمره تدميرا ولكن الوضع في الكويت يختلف تماما فالكويت بلد اللحمة الوطنية، وعلى الفضائيات الإقليمية والدولية والمحلية وكل الصحف ان تتقي الله في الكويت وألا تسكب الزيت على النيران لأن الكويت لا تتحمل الفتن الطائفية، والكل يدرك أن الحصانة الوحيدة لحماية الكويت من أي مؤامرات خارجية هي الوحدة الوطنية كما تماسكنا جميعا وتعاضدنا إبان محنة الغزو العراقى على الكويت.
وعلى المؤسسات الدينية السنية والشيعية ان تتناول العبر والدروس خاصة ان دور العبادة يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تهدئة النفوس وابتعادها عن الفتن الطائفية.. وكلنا نراهن على أصالة الشعب الكويتي الذي يقف صفا واحدا دائما في وجه كل العواصف التي تريد اقتلاع الأمن من الكويت، وفي الأخير فهذا الحادث الجبان الخسيس لن يشق الوحدة الوطنية، بل سيزيدنا تماسكا وقوة ضد كل من يحاول النيل من الكويت..حمى الله الكويت مما يحاك لها في الظلام.
[email protected]