مفرح العنزي
لم تكن تريد الحكومة الباكستانية هذه النهاية المأساوية لأزمة المسجد الاحمر بالرغم من اطلاق سراح المتحصنين بهذا المسجد من النساء والطلبة في بداية الازمة، إلا ان الخوف من استمرار الازمة واحتمالية تحولها الى حرب اهلية دفع السياسيين الى انهاء الازمة بهذه الكلفة وبهذه الطريقة التي راح ضحيتها 78 شخصا، اما ردود الافعال العشوائية فقد تمثلت في مظاهرات واعمال تخريبية في بشاور وباتاجرام وطريق كارأكورام ومن خلال هذه المؤشرات نستطيع القول ان روح الانتقام ستستمر في نفوس اتباع زعيم المسجد الاحمر عبدالرشيد غازي ومؤيديه والمتعاطفين معه وخصوصا بعد تحقيق مكاسب ميدانية لصالح الزعيم المقتول عبدالرشيد غازي، ومنها قتل هارون اسلام قائد قوة حصار المسجد وثمانية آخرين من رجال الامن، والسؤال: كيف سيتفجر الارهاب في باكستان؟
اولا: ان باكستان محاطة بالنزعات الكامنة والمستمرة في محيطها الجغرافي.
ثانيا: سهولة وصول المتفجرات الى باكستان عن طريق الحدود ولا يمكن السيطرة عليها بين باكستان وافغانستان لطولها ووعورتها ولكون قبائل البشتون الممتدة بين افغانستان وباكستان تعتبر من المتعاطفين مع زعيم المسجد الاحمر.
ثالثا: يمكننا من الناحية التنظيمية اعتبار الزعيم الروحي للمتمردين عبدالرشيد غازي ومقتله بمثابة الشرارة الاولى للإعداد لعملية او عمليات ارهابية واسعة في باكستان من قبل اعوانه. وما يقودنا الى هذه الاحتمالية هو تدمير مبنى الـ fbi في ولاية اوكلاهوما ومقتل العشرات من موظفيه، وهذه العملية جاءت كردة فعل انتقامية على تفجير مقر الزعيم الروحي ديڤيد كورش واتباعه في واكو - تكساس وقتله مع اتباعه.
رابعا: ينطلق زعيم المسجد الاحمر في تمرده واقتتاله مع قوات الامن من قاعدة عقائدية اسلامية متطرفة تهدف الى اشعال الثورة في باكستان وهذا يعني توريث هذا المعتقد الى غيره وترجمته الى اعمال عنف مرتقبة.
خامسا: يجتمع تنظيم القاعدة مع زعيم المسجد الاحمر في امرين هما العقيدة الاسلامية المتطرفة وعدوهما المشترك المتمثل بالرئيس الباكستاني برويز مشرف.
وعليه سيتفجر الارهاب في باكستان مستقبلا إلا ان ذلك لن يكون ممكنا في حالة اعداد صورة واضحة لاستراتيجية امنية وقائية جديدة من قبل الحكومة الباكستانية ترمي الى السيطرة على مثل هذه الاحتمالات التي تعتبر بمثابة المحرك الاساسي للإرهاب المحتمل في الاراضي الباكستانية.