مفرح العنزي
من المعروف ان وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد من القيادات العسكرية النادرة التي خدمت الكويت بكل اخلاص، وقبل ان يكون الشيخ جابر الخالد وزيرا للداخلية كان قائدا عسكريا استطاع من خلال تاريخه العسكري ان يتعرف عن كثب على اسرار القيادة والنظرة الشمولية للامور التي حتما ستكون المفتاح الرئيسي للنصر وتخطي المصاعب مهما بلغت قسوتها، وقبل ذلك كله نجد ان وزير الداخلية هو احد خريجي الكلية العسكرية الملكية «ساندهيرست» ولديه الكثير من الدورات العسكرية في كل من بريطانيا واميركا وفرنسا، كما انه كان قائدا للقوات المسلحة الكويتية ورئيسا للاستخبارات العسكرية لعقد من الزمان ورئيسا للاركان العامة للجيش، واخيرا وليس آخرا تقلد منصب سفير الكويت لدى المملكة العربية السعودية قبل توليه الوزارة.
ومما سبق ذكره نستطيع ان نصل الى نتيجة مفادها ان وزير الداخلية له الحق المطلق في التزكية، فهو اهل لها، وهو لا يزكي احدا على هذا الوطن الا لكونه فعلا يستحق هذه التزكية، ولعل المعلومات التي ادلى بها وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد من خلال قناة «الوطن» مساء الخميس الماضي بحق المواطن ياسر الصبيح هي معلومات صحيحة وتدخل ضمن قناة الاعمال الجليلة المتعارف عليها دوليا والمشروعة محليا من قبل السلطات العليا، وتصور لو ان شخصا ما انقذ والدك من الموت، هل يمكنك ان تنسى معروفه عليك؟ بالطبع لا، وقد قام الصبيح بانقاذ سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله وقاد سيارته على الرغم من وجود قوات الاحتلال على ارض الكويت الطاهرة، ثم توجه به الى جنوب الكويت، وبهذه العملية استطاع ان ينقذ احد اهم رموز السيادة الكويتية، وشهادة وزير الداخلية للمواطن ياسر بهذا العمل الجليل تجعل كل كويتي يقف خلف الوزير من اجل مناصرته للحق الذي ليس عليه غبار بشهادة وزير الداخلية، وبنظري ان بطولة ياسر في انقاذ رمزنا السيادي ومنحه الجنسية الكويتية افضل بكثير من الحجج والاسباب التي سعى بها البعض لتجنيس اهل الفن والطرب.
اما من ناحية الوثائق المزورة فهذا امر طبيعي عندما يكون الفرد جاسوسا، وما المشكلة في ذلك عندما يريد هذا الجاسوس الكويتي حماية نفسه؟ وما المشكلة ان تكون له بدل الوثيقة الف وثيقة؟ انها لعبة الاستخبارات وهذا شيء طبيعي.
وباعتقادي ان الشهداء الابطال الذين قدموا ارواحهم في 25 مايو 1985 فداء لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله ثم نالت اسرهم الجنسية الكويتية فيما بعد تقديرا لبطولاتهم هم من النسيج البطولي نفسه الذي ينتمي اليه المواطن ياسر الصبيح، واخيرا قد لا تتشابه اسماء القبائل، الا ان العوائل تجدها مكررة في اكثر من قبيلة، ووزير الداخلية لم يقل الا كلمة الحق والصدق، ولم يتحدث الا بالصحيح الصريح في قناة «الوطن»، وعادة الصراحة لا تروق للكثيرين من الناس الذين يرون الشعرة في وجوه خصومهم ولا يرون جذوع الشجر في وجوههم.