مفرح العنزي
الإدارة العامة لأمن الدولة هي إحدى ادارات وزارة الداخلية التي تعمل على ارساء الأمن الداخلي بجانب الادارات الأخرى للوزارة نفسها، ولكن هذا ليس موضوع حديثنا، بل ان أمن الدولة هو مسؤولية كل مواطن يعيش على أرض الكويت أو خارج الكويت ولا يعني ذلك ان الأمن وحده هو الهدف، بل ان أمن الدولة يعني ان كل شيء يمس أمن وسمعة الكويت من قريب أو بعيد هو أمن دولة والحقيقة انني لن اضيف شيئا جديدا بهذا المجال سوى التذكير بماضي مسؤولية المواطن الكويتي تجاه الكويت فقد أعطتنا الكويت الكثير ولا تريد منا سوى المحافظة عليها، وقد ذهل العالم بسلوك الكويتيين بعد الاحتلال الغاشم وذهلوا بروح السلام والتسامح والتعاون التي نشأت بينهم بأيام الحكم العرفي فوفقا للنظريات العسكرية والامنية نجد الهلع والذعر الذي اصاب المواطنين اثناء الاحتلال الصدامي البغيض لدولة الكويت سببا كافيا لدمار الكويت بعد التحرير الا انه لم تصدر أي تصرفات او اعمال ارهابية من قبل الكويتيين سواء أكانت اعمال عنف داخلية أو خارجية، بل على العكس جعلوا الكويت برمتها ورشة عمل وبناء ولنا الحق ان نفتخر امام العالم بأنفسنا وحرصنا على بلدنا، أضف الى ذلك ان الكويت واجهت مشكلة حرائق الآبار النفطية، وقال الخبراء انها ستستمر الى اكثر من 5 سنوات واستطاع ابناء الكويت المخلصين ان يضربوا الارقام القياسية في سرعة انجاز عمليات اطفاء الآبار النفطية المشتعلة.
فتحية حارة لهؤلاء الابطال المخلصين كما ان المشاحنات المزعومة في مجلس الامة والاحتقانات السياسية بين بعض التيارات في المجلس لا تلبث الا قليلا ثم تنتهي داخل قبة البرلمان، وتجد المتخاصمين بالأمس اصدقاء اليوم، هؤلاء هم رجال أمن الدولة الذين ينظرون الى مصلحة الكويت اولا وبالوقت نفسه يحاولون جاهدين خلق طرق مناسبة وملائمة لحل المشاكل المعلقة دون الوصول الى حالة «الهوتو والتوتسي» في رواندا او الى مرحلة الحرب الطائفية أو السياسية التي احرقت نارها الاخضر واليابس في بعض الدول العربية، ومن المعروف ان القضاء الكويتي وأجهزة الدولة المختلفة لها الحق ان تحقق مع المتهم على أساس نظام البينة والدليل، الا انها لا تُخونه ولا تشرك في جريمته اقرباءه أو افراد عائلته وكم هو جميل ان نتحمل مسؤولية الكويت بعد ان تحملها آباؤنا وأجدادنا وقدموا الارواح في سبيلها، ويجب علينا الا نسمح لآبائنا واجدادنا بان يكونوا افضل منا في المحافظة على الكويت وتحمل مسؤوليتها.