لم يكن فراق الملك عبدالله بن عبدالعزيز علينا بالأمر الهين، بل كان فاجعة كبيرة على المنطقة بأسرها، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، رجل من الطراز الأول في مواقفه وفي كلماته وفي حكمته وفي إنجاراته وفي قربه من أهل الكويت، عمل بإخلاص واضح، بل تعدت أعماله وإنجازاته الحضارية والسياسية والاقتصادية حدود السعودية ووصلت جميع قارات هذا العالم البسيط، ان الملك عبدالله، رحمه الله، يطول الحديث عنه وعما قدمه للشعب السعودي وللعرب والمسلمين، ويكفيني ان أقول عنه في الأزمات السياسية انه رجل تصغر في عينيه العظائم ذلك لأنه رجل عظيم يعرف كيف يتعامل مع الأزمة مهما كان حجمها، والتاريخ يشهد له بذلك، وقد اختار ان يتمسك بلقب مشرف وهو خادم الحرمين الشريفين فكيف ستكون الخدمة إذا كان الملك هو الخادم المخلص، فكان هذا الاسم على المسمى وهو الملك عبدالله فما حدث في الحرمين الشريفين من إنجازات عملاقة في عهده خير دليل على عظمته وحبه لوطنه وللمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث وفر لهم جميع سبل الراحة من اجل قضاء مناسكهم بأمن واطمئنان منقطع النظير.
رحمك الله يابو متعب وأسكنك فسيح جناته، وأسأل الله أن يجعل كل خير قدمته للقاصي والداني في ميزان أعمالك يوم القيامة، وأسأل الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وعزائي لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والعزاء موصول لآل سعود الكرام وعزائي الخاص لابنه الأمير مشعل. وإنا لله وإنا إليه راجعون».