تم عقد القمة الخليجية في الكويت، وقد شرفت الكويت أميرا وحكومة وشعبا بحضور أصحاب الجلالة والسمو قادة دول «التعاون» كضيوف أعزاء على هذه الأرض الطيبة التي تشارك أشقاءها الهموم والآمال والتطلعات، وهذا ما يشهد به تاريخ المنطقة، فرغم المصاعب والمحن التي ألمت بالعالم والمنطقة إلا انها لم تؤثر بالسياسة الخارجية لدول الخليج العربية ولم تغير مسارها نحو الاتجاه الذي يضر بمصالحها ومصالح شعوبها في الداخل والخارج، بل على العكس من ذلك قامت دول الخليج العربية بالاستفادة من التطور العلمي والتقني وأصبحت مركزا حضاريا واقتصاديا مهما وحيويا يشار اليه بالبنان في جميع أنحاء العالم. وكما يعلم الجميع ان دول الخليج العربية ليست بمعزل عن العالم، بل انها تؤثر وتتأثر بما يحدث في العالم، فالعالم لم يصل الى هذه الحالة من الانسجام السياسي والعسكري تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة الا بعد ان عانى من ويلات الحروب والتشتت وظلام الجهل، فأوروبا الحديثة على سبيل المثال بنيت على انقاض أوروبا الحروب الطاحنة والجهل المظلم، ومن خلال صحوة العقل والمنطق ترك الأوروبيون الماضي المرير المؤلم داخل سجلاتهم التاريخية واتحدوا اتحاد الشجعان فوحدوا العملة ومدوا سكك القطارات ووحدوا الصناعة ووحدوا السياسة ووحدوا الڤيزا وفتحوا الحدود فيما بينهم والتفتوا الى العالم التفاتة الرجل الواثق من نفسه ومن قوته بعد ان أصبحت أوروبا قوة صناعية واقتصادية وعلمية وسياحية ليس لها نظير سوى الولايات المتحدة الأميركية.
اما دول الخليج العربية فهي أكثر تأهيلا لهذه الوحدة عند مقارنتها بالوحدة الأوروبية أو الأميركية وما يبرر ذلك هو وحدة اللغة والدين والعرق والمفاهيم والأعراف الاجتماعية ووحدة التاريخ ووحدة البيئة لكن للأسف لم يصل شعوب المنطقة لقطف ثمرة هذه الوحدة حتى الآن، وذلك بسبب اختلاف وجهات النظر في بعض الأمور عند وجود تعارض اقتصادي أو أمني أو غيرها من العراقيل ومهما كانت الأسباب قوية الا انها لم ولن تكون أقوى من الأسباب التي حالت دون الاتحاد الأوروبي أو الأميركي، بل انه ليس هناك أقوى من الحروب الدامية التي عاشتها هذه الدول فيما بينها في الحروب الوسطى أو الحروب الأهلية.
- نعم نقولها بصوت عال.. نعم للوحدة الخليجية.
- نعم للعملة الخليجية الموحدة.
- نعم لهيئة سكة الحديد الخليجية.
- نعم لدرع الجزيرة، نعم لخطوط طيران الولايات المتحدة الخليجية العربية (usga).
- نعم لهيئة الأمن الوطني الخليجية.
- نعم لبورصة الخليج الموحدة.
- نعم للوحة الخليج المرورية الموحدة.
- نعم لهيئة الجمرك الخليجية الموحدة.
- نعم للمواصفات الخليجية الصناعية الموحدة.
- نعم للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي كان ولايزال حلقة الوصل الرائعة والمتقدمة في لم الشمل الخليجي منذ ثلاثين عاما مضت ونعم للمساعي الحميدة والدور الرائع الذي يقوم به د.عبدالرحمن العطية جزاه الله عنا ألف خير، وما سبقه من أمناء لهم منا كل الشكر والتقدير.
والشكر والدعاء الصالح موصول لأصحاب الجلالة والسمو الذين أسهموا اسهاما فاعلا في دفع عجلة الاتحاد الخليجي نحو الأمام ونسأل الله العلي القدير ان يمدهم بالصحة والعافية، وان يسدد رأيهم وان يفرحوا أبناءهم أبناء الخليج العربي ويحققوا لهم آمالهم وطموحاتهم من خلال قمة الكويت.
وأتمنى في يوم ما في المستقبل ان استقل قطارا تابعا لهيئة سكة الحديد الخليجية من العاصمة الكويت متجها الى الرياض ومنها الى عمان ثم الامارات ثم قطر ثم البحرين ثم الكويت وبرفقتي سيارتي التي دفعت اجرتها في مقطورة الشحن من دون ان أذهب الى شارع الصرافين في محلات المباركية لاستبدال الدينار الكويتي بخمس عملات خليجية لأن هذا التصرف لا يقوم به مواطن أوروبي أو أميركي عند قيامه بجولة حول بلده.