منذ أغسطس 2008 ومع بداية الأزمة المالية التي تمر على الاقتصاد الكويتي وحتى هذه الأيام والسوق الكويتي الذي يحتوي على أكثر من 200 شركة تسجل غالبيتها خسائر أرهقت ملاكها وحاملي اسمها وذلك لأسباب مختلفة ومتشعبة من سوء إدارة في تشغيل الأموال وتوظيفها بالشكل الصحيح الذي يناسب الأجواء الاستثمارية والمساهمة في التغلب على الظروف بأقل الخسائر من خلال إدارة المخاطر.
فمن خلال الدراسات التي نشرت للبيانات المالية للشركات المدرجة اتضح ان النصف الثاني من 2010 تقلص حجم الخسائر المالية المسجلة في قوائمها المالية واستطاعت العديد من الشركات متوسطة الحجم والصغيرة منها تقليل حجم الخسائر الدفترية والقلة منها تجاوزت هذه المرحلة بتحقيق أرباح غير متوقعة لتمسح الخسائر الدفترية بفضل تغير أسعار الأصول المدارة من تلك الشركات وإعادة الهيكلة على النحو المرجو لآمال المستثمرين. ومادام السوق يمر بمرحلة جديدة في إدارته ومسؤولياته في تحديد أولياته لإصلاح الأخطاء التي مررنا بها بتغير مكونات المؤشرات الرئيسية حسب تصريحات الإدارة الجديدة وفتح أدوات استثمارية تحقق رغبات المتداولين نحو الإصلاحات الجوهرية المطلوبة في أسواق المال العالمية ودفع السوق نحو مزيد من المتطلبات التي يرغب فيها المستثمرون لتحقيق غاياتهم، فنحن بذلك نمر بمرحلة أفضل من سابقاتها مع انتهاء عام 2010 بأقل الخسائر من العامين الماضيين نحو تغيير حقيقي سنشاهده في 2011 وتحديدا في النصف الأول، وباستطاعة السوق أن يسجل أرقاما قياسية مقارنة بالعامين الماضيين بفضل العوامل التي طرأت على السوق مؤخرا نحو تحقيق أهداف تصل الى مستوى الـ 8400 نقطة لتمكن الشركات من استعادة قوتها بتنشيط نمو أرباحها لتدفع بالمؤشرات نحو مزيد من المكاسب المالية. ونتطلع كمراقبين الى أن تكون الإدراة المسؤولة في سوق الكويت للأوراق المالية أكثر تطلعا وحزما تجاه الشركات التي فقدت رؤوس أموالها وتآكلت وازدادت التزاماتها المالية وأرهقت البنوك المحلية وكانت عرضة لنفوس البعض من المضاربين تجاه تقلبات أسعار أسهمها في الفترة الأخيرة.
وهناك مسؤوليات كبيرة أمام أصحاب القرار في شركات قطاع الاستثمار تحديدا والتي عادت للنشاط الاستثماري ان تواكب تطلعات السوق في الفترة القادمة مع المحفزات الايجابية والمستجدات التي تنشط من تغيرات ستحدث في أصولها بشكل سريع وعدم بقاء إداراتها التي لم تحسن واقع السوق في الفترات السابقة مع عودة الانتعاش المرتقب لكي لا تبقي ملاكها ومستثمريها في دوامة الخسائر المتراكمة.
[email protected]