Note: English translation is not 100% accurate
المشهد اللبناني: هدوء ما قبل العاصفة
الأحد
2006/8/27
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
رغم الترحيب اللبناني بحسم أوروبا لموضوع تشكيل القوة الدولية بشكل إيجابي، وتأثير هذا الموقف على تعزيز فرص هدوء الجبهة الجنوبية، تدل كل المؤشرات السياسية على أن لبنان يتجه نحو مواجهات سياسية عنيفة وعاصفة قد لا تستطيع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مجابهتها في وقت تعتبر غالبية التيارات الممثلة في هذه الحكومة أطرافاً بالنزاع والسجال السياسي الدائر حول مستقبل المقاومة.
ولإعطاء صورة مكتملة عما يدور حالياً لابد من استعراض النقاط التالية: ـ
أولاً: تأكيد حزب الله على أن سلاحه لم يعد مرتبطاً بمزارع شبعا وبالأسرى فقط وانما ببناء استراتيجية دفاعية تؤكد قدرة لبنان على حماية نفسه، وينطلق الحزب في موقفه هذا من كونه انتصر في المعركة باعتراف خصومه وواجه الكارثة الإنسانية الناتجة عن الدمار بنجاح واحتفظ بشعبيته الواسعة وشبكة تحالفاته بل وعززهما. ـ
ثانياً: رفض جماعة 14 مارس عـودة وضــع حزب اللـه لما قـبل 12 يوليو ومحاولة الاستفادة من الوضع الدولي الحالي لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الحزب وتقليص نفوذه، أملاً بتجريده من سلاحه عبر مواصلة الهجوم والضغط عليه.
وبذلك يكون حزب الله وجماعة 14 مارس على طرفي نقيض في أجواء تجاذب معرضة للتصعيد في أي لحظة، وما يمنع انفجارها حتى الآن هو ضبط النفس من جانب حزب الله رغم شدة الضغط عليه والتصريحات الاستفزازية حيث مازال الحزب يراجع نتائج المرحلة الماضية ويعمل على تعويض الناس، ولم يبدأ هجومه السياسي بعد. ـ
ثالثاً: تشديد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على ان جمع سلاح حزب الله ومراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية ليسا من مهمات «اليونيفيل». وهذه رسالة واضحة على أن ضمانة سلامة اليونيفيل مرتبطة بعدم التعرض لهذين الملفين حتى لا ينظر لهذه القوات على انها طرف معادٍ. ـ
رابعاً: تحذير رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود المتكرر من انتداب جديد تحمله القوات الدولية يعكس توجس الأطراف المؤيدة للمقاومة من دور هذه القوات وحجم تأثير وجودها على الأراضي اللبنانية وانعكاساته على الساحة الدولية، والأهم احتمال تطور دورها مستقبلاً بحال وقوع أي أزمة داخلية في لبنان. ـ
خامساً: بدا واضحاً أن وسائل الإعلام المحسوبة على 14 مارس بدأت تعيد الزخم لتطورات التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بانتظار تقرير لجنة التحقيق المرتقب منتصف الشهر المقبل الذي ترى هذه القوى انه سيكون مفصلياً بالنسبة للتطورات في المنطقة.
كل هذه الأجواء تشير بوضوح الى أن لبنان يعيش مرحلة ما قبل العاصفة: اصطفاف وتجاذب حادان في الداخل، وتأثير اقليمي كبير من سورية التي يختلف اللبنانيون في نظرتهم الى نظامها بين من يعتبره حليفاً يشاركه المصير ومن يعتبره عدواً (وإن لم يعلن ذلك صراحة بالغالب)، وأخيراً القوات الدولية الآتية والتي يُخشى رغم تطمينات أنان أن يكون دورها أكبر مما هو معلن.