تحية إجلال وتقدير إلى مدير قناة المستقلة الراقية د.محمد الهاشمي لما يبذله من جهود مباركة للتقريب بين المسلمين وتوحيد كلمتهم عبر برنامجه الرائع «الحوار الصريح بعد التراويح»، وتحية إجلال وتقدير إلى العلامة الشيخ علي الأمين على طرحه العقلاني المتزن والذي نسأل الله أن يوفقه إلى تحقيق الغاية المرجوة منه وهي توحيد كلمة المسلمين تحت راية واحدة هي راية التوحيد والإسلام بعيدا عن المذهبية والطائفية التي هي ليست سوى حالة طارئة على الدين وليست من الإسلام في شيء، فكل المسلمين شيعة بالمعنى اللغوي كونهم يحبون آل البيت «ويشايعونهم»، كما أن كل المسلمين سنة كونهم يتبعون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما التقسيم المذهبي واستخدام هذين المصطلحين للدلالة على فئة من المسلمين فما هو إلا غلو وتطرف وليس له أساس من الصحة في شريعة الإسلام، وكما قال العلامة الشيخ علي الأمين: لم يكن أبوبكر الصديق مالكيا أو سنيا بالمعنى المذهبي، كما لم يكن علي بن أبي طالب شيعيا بالمعنى الطائفي، رضي الله عنهما جميعا، فلماذا ينقسم المسلمين اليوم إلى سني وشيعي؟
هناك جهود مباركة تحاول جاهدة تجاوز الخرافات والبدع التي يمتلئ بها تراثنا الإسلامي، وقد وضع العلامة الشيخ علي الأمين منهجا شرعيا واضحا وعقلانيا مفاده ضرورة عرض كل التراث العقائدي للمسلمين بمختلف مذاهبهم على القرآن والسنة الثابتة، فما وافقهما نقبله ونقر به، وما خالفهما نطرحه جانبا ونستمر في تقدمنا بما يحقق الوحدة بين الجميع، وفي هذا المنهج الشرعي بوادر تقارب غير مسبوق بين المسلمين تحقق من خلال برنامج «الحوار الصريح بعد التراويح» في قناة المستقلة مع د. محمد الهاشمي، نسأل الله أن يوفقه ويوفق كل من يجتهد صادقا في إنجاحه وبلوغ الغاية المرجوة منه، فما أحوجنا لمثل هذه الجهود المباركة التي تجمع ولا تفرق، فحال المسلمين اليوم لا يسر ولا يدعو للتفاؤل، ومن أبشع الأمور أن ينشغل كثير من العلماء بأمور وقضايا إما هامشية تسيء للإسلام والمسلمين، وإما قضايا سفسطة لا تقدم للمسلمين أي شيء يخدمهم وينفعهم في حياتهم بقدر ما تساهم في تشرذمهم، وكل ما نتمناه أن يعيد هؤلاء العلماء الأكارم النظر في مواقفهم ويتأملوا فيما يقولون ويبحثون، فإما أن يقولوا خيرا أو ليصمتوا رحمة بالعباد.
[email protected]