محمد الخالدي
عبارة نسمعها كثيرا في حياتنا اليومية، تحمل في داخلها الكثير من العنف غير المبرر في علاقاتنا مع بعضنا البعض، والمصيبة أن هناك من يغذيها وينميها في نفوس الصغار إذا قيلت أمامهم، خاصة عندما يسمعون ردود الأفعال عليها من قبيل «كفو، زين سويت»!
وعلى الرغم من أن مناهج وزارة التربية تكاد تخلو من وجود الكثير من المفاهيم الأخلاقية الضرورية، إلا أن ذلك لا يعني أنها غير مسؤولة عن معالجة هذا الجانب، فالتربية مسؤولية أساسية تقع على عاتق هذه الوزارة بل إنها أهم من المعرفة، وهذا ما يحمله معنى تغيير مسمى وزارة التربية والتعليم إلى وزارة « التربية» على الأقل.
وهو تغيير مقصود يراد منه التركيز على الجانب التربوي والأخلاقي قبل كل شيء.
ولكي نكون موضوعيين أكثر ينبغي أن نقر بأنه من المستحيل أن يوجد منهج دراسي يمكن من خلاله «تدريس» حسن الخلق والتعامل الإنساني مع الآخرين، فالأخلاق من مستوى آخر يختلف عن المستوى المعرفي تماما، وبالتالي لا يمكن تحصيله بالدراسة والاختبارات، وإنما بالممارسة.
وهنا تأتي مسؤولية وزارة التربية في توفير أقصى ما تسمح به الإمكانات المادية لتهيئة المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية للقيام بهذا الدور.
والحق أن الوزارة لديها تقصير كبير جدا في هذا الجانب، وأنا هنا أتحدث كمعلم أتشرف بهذه المهنة التي تشرف كل من ينتسب إليها بالتأكيد، ولقد أمضيت في مهنة التدريس 12 عاما ولم أتلق حتى اليوم أي دورة تدريبية أو غيرها في مجال تنمية مهارات التعامل مع الطلبة وأولياء الأمور، ولست الوحيد بالمناسبة فهناك آلاف المعلمين والمعلمات ممن هم أقدم مني ومنهم من عمل وتقاعد ولم يدخل في حياته مبنى مركز التدريب ولم تقدم له دورة واحدة، فهل تتوقع وزارة التربية أن المعلم يمكن أن يكون «سوبر مان» يعرف كل شيء و«ملاكا» يتصرف من تلقاء نفسه التصرفات التربوية المناسبة في كل المواقف!
هذه دعوة أخرى نوجهها إلى المسؤولين في وزارة التربية للتفكير في هذا الجانب خلال العطلة الصيفية، فهي، كما قلنا في مقال سابق، فرصة مناسبة للاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد ليس على مستوى المباني والكتب الدراسية وغيرها، وهي مهمة بلاشك، ولكن أيضا على مستوى تدريب المعلمين وتأهيلهم لأداء مهمتهم بالصورة المطلوبة، فالتدريس مهنة ذات أبعاد فنية تتطلب تدريبا متواصلا وتنمية للقدرات المعرفية ومهارات التعامل التربوي السليم.
والمعلمون بشر، وبالتالي إذا كانت وزارة التربية تتوقع منهم عطاء متميزا فعليها أن تقدم لهم في المقابل متطلبات هذا التميز.
كلمة شكر وتقدير نوجهها إلى وكيلة وزارة التربية بالإنابة تماضر السديراوي على جهودها الأخيرة وتصريحاتها المبشرة بالخير فيما يتعلق بجهود الوزارة للاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد ونسأل الله أن يوفق الجميع للنهوض بكويتنا الحبيبة، فالكويت تستحق منا أكثر من هذا بكثير.