محمد هلال الخالدي
جهود رجال الأمن في الكويت بلا شك هي محل اعتزاز وتقدير لدى الجميع وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي أشاد أكثر من مرة بهذه الجهود المخلصة، والكل يعرف نشاطهم ويقظتهم التي تسفر في كل مرة عن الإمساك بالمجرمين في فترات قياسية، ولكن القليل يعرفون أن وراء تلك الجهود المخلصة والعين الساهرة على أمن الوطن والمواطنين المئات من المظلومين من رجال الأمن على مستوى الترقيات والمكافآت التي يفترض أن تصرف لهم تكريما لجهودهم، والقليل يعرفون أيضا أن معظم المخافر والإدارات تدار الآن بالوكالة والإنابة منذ ما يزيد على السنتين، وهو أمر بالغ الخطورة لأن عمل هؤلاء الرجال بهذه الصورة يعني التأخير والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة، فكثير من رؤساء الأقسام ورؤساء المخافر يخشون التوقيع على محاضر التحقيق وغيرها من الأوراق الرسمية خاصة المتعلقة بالجرائم والمتهمين لأنهم مكلفون بالوكالة والإنابة، فما الذي نتوقعه من هذا الوضع الخطير وكيف تتوقعون أن يستمر هؤلاء المخلصون في أداء عملهم ودورهم الوطني الكبير في ظل ظروف العمل المترددة هذه؟!
معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد رجل عسكري محترف ويعرف تماما معنى الفراغ الإداري وخطورته على المؤسسة العسكرية، يعرف بالتأكيد أن خلو هذه المناصب الحساسة من المسؤولين المكلفين بالأصالة وليس الوكالة أمر محبط للضباط وسيؤدي إلى التهرب من المسؤولية وبالتالي ضياع حقوق الناس وأمنهم، ومن هنا نناشد الوزير الخالد حسم هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن، فالمسألة لا تحتاج كل هذا التعقيد والتأخير في قضية إدارية بسيطة سوف تريح الجميع وتضع الأمور في نصابها السليم. عامان من التأجيل فترة كبيرة جدا يا معالي الوزير وإن كنت لا تعلم أن رجالك محبطون ومتضايقون من هذا الوضع المؤقت في معظم المخافر والإدارات فها نحن نقولها لك وكلنا أمل أن تصدر قرارات النقل والتثبيت لرؤساء الأقسام ورؤساء المخافر حتى يتفرغ الجميع للعمل ويستمر رجالك في العطاء والعمل وهم مطمئنون ومرتاحون، ولا نظن أن الوزير سيقبل باستمرار الوضع بهذه الصورة المربكة خاصة ونحن نشاهد كل يوم تزايد الجرائم والتي تتطلب بالتأكيد زيادة في الحرص واليقظة من رجال الأمن. حسم قرارات الترقيات والتنقلات هو كل ما يطلبه رجالك المخلصون يا معالي الوزير، فلا تبخل عليهم ماداموا يقومون بدورهم المطلوب والذي يشيد به الجميع ليستمر العطاء وتستمر الإشادة.
نغتنم الفرصة لتهنئة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وعموم أهل الكويت والمقيمين على أرضها الحبيبة بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين المولى جلت قدرته أن يتقبل منا جميعا ويعيننا على صيامه وقيامه، اللهم احفظ الكويت بأميرها وشعبها وكل من عليها وأدم علينا نعمة الأمن والسلام.
[email protected]