الطقس في الكويت حار معظم أوقات السنة، لذلك تكتظ المجمعات التجارية المغلقة بالزوار بينما تكون معظم المرافق السياحية المفتوحة فارغة. من هنا علينا أن نعيد التفكير في تخطيط مشاريعنا السياحية لتلائم طبيعة طقسنا القاسي.
حديقة الحيوانات في الكويت ذات تكلفة عالية وغالبا تخلو من الزوار، وهي تشهد دائما زيادة في تكاليف إدارتها وتشغيلها وصيانتها، ورعاية الحيوانات الموجودة فيها. ولو كنت مسؤولا.. لقمت فورا بإغلاق حديقة الحيوانات، واستبدالها بمركز علمي حديث يضم مجموعة من الصور والأفلام الوثائقية ومجسمات وأجهزة وسائط متعددة تقدم للزوار كل المعلومات المتاحة عن عالم الحيوانات بطريقة مشوقة وجميلة، وفي مبنى مغلق ومكيف يحتوي على مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي ومحلات تجارية تبيع كل ما يتعلق بعالم الحيوانات من لعب أطفال وملابس وغيره.. هكذا يصبح المركز باب رزق للشباب الراغب في الاستثمار والعمل، ومصدرا للدخل لخزينة الدولة بدلا من المصاريف المرهقة التي تذهب سدى على حديقة قديمة تضم حيوانات شبه ميتة يخدمها جيش من العمال والموظفين وتستهلك ميزانية رعاية وعلاج من دون عائد.. من منكم شاهد الأسد يمشي في الحديقة؟ المسكين «رابض» 24 ساعة لا يتحرك، والنمر «ربادي» هزيل وكأنه تحول إلى قطة. الحيوانات تعاني ومعظمها كبيرة في السن ولا يستطيع الزوار مشاهدتها وهي تتحرك.. باستثناء «الشواذي».
***
حديقة الحيوانات الحالية في منطقة العمرية تأسست في العام 1968 بعد أن قام الشيخ جابر العبدالله الجابر بالتبرع بمجموعة كبيرة من الحيوانات التي جمعها بجهوده وماله الخاص من افريقيا وأوروبا وآسيا، وأسس «حديقة سلوى» في العام 1954، والتي كانت ثاني حديقة للحيوانات في الشرق الأوسط بعد حديقة الحيوانات في مصر. وقد شهدت تدميرا ممنهجا خلال فترة «الاحتلال العراقي للكويت» في العام 1990، وتمت سرقة كل الحيوانات التي فيها، فأعيد اصلاحها وتزويدها بنفس المجموعة من الحيوانات بعد التحرير، مع قليل من الديكورات الرخيصة على واجهة الحديقة لتعطي انطباعا مخادعا بأن المكان جرى عليه «عمليات» ترميم وإعادة بناء.. هكذا على الطريقة الكويتية الكلاسيكية في المشاريع!
باختصار.. الحديقة في وضعها الحالي بائسة جدا ولا تقدم للزوار أي تجربة سياحية مميزة، كما أنها لا تعتبر من مصادر المعرفة بعالم الحيوانات للراغبين في هذا النوع من المعرفة، خاصة من طلبة المدارس الصغار. وهي تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة دون عائد، وبؤسا للحيوانات «المحبوسة» فيها بلا ذنب، وكم سيكون مشروعا ناجحا لو تم استبدالها بمركز علمي حديث يعيد تشكيل الأمور بطريقة صحيحة، فيكون مصدرا للدخل والاستثمار والمعرفة وتجربة سياحية مميزة تستحق الزيارة.. ولن يكون هناك حينها حاجة لرفع تذاكر الدخول من ربع دينار إلى دينارين أصلا.
[email protected]