قبل أيام نشرت جريدة «الراي» خبرا صغيرا جاء فيه مناشدة شاب «بدون» مريض ويعالج منذ ثمانية أعوام في مستشفى الطب النفسي، يناشد النائب علي الدقباسي أن يساعده في استخراج جواز سفر ليتمكن من أداء العمرة مع والدته «الكويتية»، حيث باءت كل محاولاته باستخراج جواز سفر بالفشل طوال عامين.
وهو يسعى ويحاول ويطرق كل باب ليتمكن من أداء فريضة العمرة من الكويت، البلد المسلم الذي تنص المادة الثانية من دستوره على أن دين الدولة هو الاسلام، والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع!
في اليوم التالي لنشر ذلك الخبر المؤلم، نشرت جريدة «الراي» أيضا خبرا طريفا كشفت فيه نائبة المدير العام لشؤون الثروة الحيوانية في الهيئة العامة للزراعة عن عزم الهيئة استخراج جوازات سفر للحيوانات الاليفة والطيور النادرة. أي صفعة هذه على وجه الانسانية، أي عار هذا على جبين «حقوق الانسان».
قبل أيام أيضا نشر الزميل الكاتب ماضي الخميس مقالا مؤثرا نقل فيه رسالة شاب «بدون» يسرد معاناته مع رحلة الحرمان من أبسط الحقوق الانسانية، ويصرح فيها بكل ألم انه «يصحو كل يوم وهو يتمنى ألا يصحو من نومه» حتى ينتهي هذا الكابوس المزعج.
اتقوا الله فينا يا حكومة، فللمظلوم دعوة لا ترد، وليس بين المظلوم وربه حجاب. اتقوا الله في هؤلاء «البشر»، انصفوهم لعل الله يرجع البركة لهذا البلد الذي أصبحت كل زاوية فيه تئن من الفساد، اتقوا الله فما يعانيه هؤلاء البشر لا تحتمله جبال الارض قاطبة، بشر يعانون البؤس والشقاء لدرجة تمني الموت وتتشدقون بالحديث عن حقوق الحيوان!
[email protected]