بقلم: محمد المشعان
لكل شيء واجهة، فواجهة المنزل تعكس ذوق صاحبه والمطار هو واجهة البلد فالزائر لأي دولة يأخذ انطباعه الأول عن الدولة من مطارها والعاملين فيه كذلك المسؤولون بالدولة لهم واجهة وهم مديرو مكاتبهم الذين يتعاملون مع الجمهور.
أحيانا المشكلة لا تكون في المسؤول نفسه بل في حاجب المسؤول الذي يقف بين الجمهور والمسؤول ويحدد للمسؤول من يقابل ومن يجب عليه ألا يقابل.
دائما ما يعتقد سكرتارية أو مديرو مكاتب المسؤولين أنهم هم من يحق لهم تحديد من يقابل المسؤول ومن يجب ألا يقابل سواء كان المسؤول مديرا أو وزيرا أو حتى رئيس وزراء، فمديرو مكاتبهم هم من يحدد من يجب أن يدخل ومن لا يجوز له أن يدخل.
بغض النظر عن تسمية محددة أعتقد أن أهم مشاكل المسؤول تكمن في طاقم مكتبه، فهم من يحدد من يقابل المسؤول من النخبة والمواطنين على حد سواء لذا سأقول إن الحاجب الأول لكل مسؤول من رئيس قسم إلى رئيس الوزراء هو الذي سيشكل الصورة لهذا المسؤول أمام الآخرين فمثلا إذا كان الحاجب مانعا للآخرين مماطلا مسوفا للآخرين ومتعاليا في تعامله معهم، فإن الصورة التي ستنتج عن هذا المسؤول حتما ستكون سلبية بل وسلبية للغاية وإذا كان الحاجب صادقا مع من يطلب مقابلة المسؤول لأي غرض كان ويصدق مع الجمهور ولا يتعامل معهم بفوقية وتعال فإن الصورة ستكون إيجابية عن هذا المسؤول والذي يبدو لي من واقع تجربة شخصية وتجارب الغير أن الغالبية من المسؤولين لا يعرفون كيف يتعامل مسؤولو مكتبهم مع الجمهور والسياسيين والنخبة وعامة الناس خاصة في طلب المقابلات أو تحديد المواعيد وهذا حتما سيعطينا انطباعا سلبيا تجاه هذا المسؤول.
أتمنى من كل مسؤول بالدولة جديدا كان أو قديما أن يعرف أن 50% من صورته التي سنرسمها له تعتمد على طريقة تعامل مدير مكتبه مع الآخرين فإذا كان مدير مكتبه جيدا فستكون صورته جيدة وإذا كان تعامل مدير مكتبه سيئا فستكون الصورة سلبية عنه.
نقطة أخيرة: أتمنى من كل مسؤول بالدولة وضع يافطة أمام باب مكتبه يكتب فيها «ايميله الخاص» لتلقي كل شكاوى المراجعين فستتغير كثير من الأمور وهنا أجزم بأن كل طاقم مكاتب المسؤولين سيكونون حذرين في تعاملهم مع الجمهور.
[email protected]